كشفت تسجيلات مسرّبة للرئيس السابق لمخابرات الجيش الإسرائيلي، أهارون هاليفا، أن نجاح حركة حماس في تنفيذ عملية “طوفان الأقصى” لم يكن نتيجة خطأ استخباراتي أو إهمال أفراد، بل انعكاس لانهيار أعمق ومتجذّر في النظام الأمني والعسكري الإسرائيلي على مدى سنوات طويلة.
وخلال التسريبات التي بثتها القناة الإسرائيلية الـ12، شدد هاليفا على أن ما جرى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يتطلب “تفكيك النظام بأكمله وإعادة بنائه”، مؤكدا أن الإخفاقات لم تكن ظرفية بل هيكلية.
وقال هاليفا إن “50 ألف قتيل في غزة أمر ضروري ومطلوب للأجيال القادمة”، معتبرا أن الفلسطينيين بحاجة إلى “نكبة بين الحين والآخر ليتذكروا الثمن”، في تصريحات صادمة أثارت جدلا واسعا. كما ألقى باللوم على جهاز الشاباك لعدم اكتشاف العملية وإحباطها رغم مليارات الشواكل التي تُصرف عليه.
وفي ما يخص استقالته من منصبه، أوضح هاليفا أنه قرر “تحمل المسؤولية” على عكس مسؤولين آخرين وصفهم بأنهم “خائفون وغير قادرين على النظر في المرآة”، في إشارة إلى استمرار نتنياهو وقيادات أخرى في مواقعهم رغم فشلهم.
واتهم هاليفا نتنياهو بتعزيز قوة حماس وترك حزب الله يتعاظم عمدا “لأسباب سياسية”، قائلا إنه رفض العمل مع السلطة الفلسطينية لأنها تحظى باعتراف دولي، بينما وجد في استمرار قتال حماس خيارا مريحا.
ورغم تبريره تحمّل المسؤولية، اعتبر هاليفا أن ما سُرّب من حديثه “جزء مجتزأ من نقاش مغلق”، ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية رسمية في أحداث السابع من أكتوبر “لاستخلاص الدروس ومنع تكرار الكارثة”.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى الآن إنشاء لجنة تحقيق رسمية، متذرعة بأن ذلك قد يشتت الجيش ويثير الانقسام الداخلي.
