
لم تكن العلاقات بين مصر و السعودية مجرد تقارب سياسي عابر، بل كانت دائمًا محورًا رئيسيًا في بناء الموقف العربي الموحد.
شهدت هذه العلاقات محطات ذهبية، مثل التنسيق الوثيق في حرب أكتوبر 1973، حين وقف الملك فيصل موقفًا تاريخيًا داعمًا لمصر، مستخدمًا سلاح النفط كجزء من المعركة.
لكنها أيضًا عرفت لحظات توتر، كما في ستينيات القرن الماضي بين الرئيس #جمال_عبد_الناصر والملك سعود ثم الملك فيصل، على خلفية حرب اليمن وصراع الزعامة الإقليمية.
عام 2011، بعد ثورة يناير، عادت الأزمة لتطل برأسها، حين قررت المملكة، في عهد الملك عبدالله، سحب سفيرها الدكتور أحمد القطان من القاهرة.
في اجتماع عاجل بالمجلس العسكري، حضرته مع المشير حسين طنطاوي والدكتور السيد البدوي (رئيس سابق لحزب الوفد) والدكتور سعد الكتاتني، طُلب منا التحرك لاحتواء الموقف.
بادر الدكتور السيد البدوي بتأمين طائرة خاصة حملت لجنة شعبية موسعة إلى الرياض، حيث التقينا الملك عبد الله في لقاء شعبي كبير، وعاد السفير بعد أيام.
هذه التجربة تؤكد أن الدبلوماسية الشعبية قادرة على تحقيق اختراقات كبيرة، خاصة حين تتعطل القنوات الرسمية. واليوم، ومع التوتر الحالي، يصبح من الضروري التحرك قبل أن يتسع الخلاف، لأن المستفيد الأول منه هو إسرائيل، التي لا تريد لمصر والسعودية أن تبقيا على توافقهما، ولا للمربع الذهبي (مصر، السعودية، تركيا، إيران) أن يتشكل كقوة إقليمية قادرة على وقف مشروع “إسرائيل الكبرى”.
لذلك، أقترح تشكيل لجنة أهلية شعبية مصرية–سعودية، تضم:
من مصر: أحمد الطيب (شيخ الأزهر)، عمرو موسى (أمين عام الجامعة العربية الأسبق)، مصطفى الفقي (دبلوماسي ومفكر سياسي)، وحيد عبدالمجيد (مفكر وأكاديمي)، محمد أنور السادات (سياسي وبرلماني سابق)، علاء مبارك (شخصية عامة)، السيد البدوي (رئيس سابق لحزب الوفد).
من السعودية: صالح بن عبدالله بن حميد (عضو هيئة كبار العلماء وإمام الحرم المكي سابقًا)، عبدالعزيز الخضيري (وزير ودبلوماسي سابق)، عبدالرحمن الراشد (إعلامي ومفكر)، تركي الدخيل (سفير المملكة لدى الإمارات)، أحمد القطان (سفير المملكة السابق بالقاهرة ووزير دولة للشؤون الأفريقية سابقًا)، محمد آل زلفة (مؤرخ وعضو شورى سابق)، ياسر الروبيان (مسؤول اقتصادي بارز ومقرّب من سمو ولي العهد).
هذه الأسماء مجرد مقترحات شخصية، لكنها قادرة – إذا اجتمعت – على إعادة الجسور التي اهتزت، وإحياء روح التعاون التي كانت دومًا الحصن الأهم في مواجهة التحديات.