فادي بودية لـ”أخبار الغد”: مشروع “إسرائيل الكبرى” يهدد فلسطين والمنطقة بأسرها والخلافات المذهبية غطاء لأطماع تل أبيب

قال الدكتور فادي بودية، المدير العام لشبكة مرايا الدولية، في حوار حصري مع “أخبار الغد”، إن الصراع العربي ـ الإسرائيلي هو “صراع تاريخي على الوجود وأحقية الأرض والمقدسات”، نافياً أن يكون مرتبطاً بوجود اليهود كطائفة دينية في المنطقة، باعتبارهم جزءاً من النسيج التاريخي للطوائف التي عاشت في الشرق الأوسط. وأكد أن جوهر الصراع يعود إلى المشروع الصهيوني الساعي إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم.
وأشار بودية إلى أن إعلان إسرائيل مشروع “إسرائيل الكبرى” جاء استناداً إلى ما يُعرف بـ”خطة ينون”، والتي تقوم على ثلاثة مبادئ أساسية:
- إضعاف الدول العربية المحيطة.
- تفتيت هذه الدول بما يضمن التفوق الإسرائيلي العسكري.
- ربط اقتصادات المنطقة بالاقتصاد الإسرائيلي.
وأضاف أن هذا المشروع يستوجب “تكاثفاً عربياً وإسلامياً” لأن فلسطين تبقى جوهر الصراع.
وفي رده على احتمال توقف المقاومة الإسلامية عن مواجهة الاحتلال، قال بودية: “أي مسار للمقاومة ينطلق من مقارعة هذا العدو مهما بدت القدرات محدودة، فالمسألة عقائدية ومرتبطة بواجب الدفاع عن الأرض والمعتقدات الإسلامية ضد الاحتلال والاضطهاد. وبالتالي، المقاومة لن تتوقف يوماً عن مواجهة إسرائيل”.
وعن تصريحات نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، أكد بودية أن الأخير “وضع النقاط على الحروف حين شدد على أنه لا مجال لتسليم السلاح قبل خروج إسرائيل من لبنان وضمان عدم الاعتداء عليه”، مشيراً إلى استخدام قاسم لتعبير “القتال الكربلائي” الذي يرمز إلى القتال المستميت دفاعاً عن الحق.
أما بشأن الحرب على غزة، فقال بودية: “لم أقتنع يوماً أن إسرائيل ستوقف الحرب دون تهجير سكان غزة بالكامل وتحويل القطاع إلى أرض إسرائيلية، بما ينسجم مع مشروعها التوسعي.
ما يُطرح من صفقات أسرى أو اتفاقات ليس سوى مسرحية، لأن الكيان لا يرضى بأقل من التدمير والسطو”.
وختم بودية برسالة إلى الشعوب العربية، قائلاً: “إسرائيل اليوم أكثر من أي وقت مضى تسعى لإقامة إسرائيل الكبرى، بما يتضمن تهجيرنا واقتلاعنا من جذورنا والتحكم بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
هذا المشروع لا يفرق بين مسلم أو مسيحي، شيعي أو سني أو درزي، فجميعنا مستهدفون.
الخلافات المذهبية التي تُغذى ليست سوى غطاء لأطماع إسرائيل، والواجب يفرض أن نتوحد يداً بيد وسلاحاً بسلاح لمواجهة هذا الخطر”.