مقالات وآراء

د. محمد علي حراث يكتب : لماذا كره قطاع عريض من الناس حركة النهضة؟

هل لانها ذات خلفية دينية ؟ بالتأكيد لا، لان الدين كان عامل فوزها ولم يكن عامل خسارتها وهنا لا أتكلم عن فئات قليلة منبته.

هل لان عناصرها وقياداتها فاسدون؟

لا أعتقد ذلك بالرغم من الدعاية الكبيرة التي روجها خصومها ولكن أغلبية الرافضين لها الآن غير مقتنعين بذلك.

هل لأنها محسوبة على محور إقليمي ودولي دون اخر؟

بالتأكيد لا ، ما عدى فئة قليلة من الناس.

إذا لماذا لفضها قطاع عريض من الناس كان بالامس الغير بعيد مناصرًا لها ؟

الشعب وبالرغم من مظاهر الحنين الى النظام القديم رفض السيستام السياسي والاقتصادي الذي يشبه الإقطاع في بنيته رغم مساحيق الحداثة، وثار عليه وطالب بتمزيقه، ظن الناس ان أفضل من يحقق لهم ذلك هم حزب النهضة، الحزب الذي ظلم وتشرد أتباعه والحزب الذي يخاف الله .

تبين لهم:

  • ان الحزب الذي يخاف الله أصبح يخاف السيستام اكثر مما يخاف الله.
  • أن الحزب الذي كانوا يعولون عليه لتفكيك تركيبة السيستام انخرط في السيستام وأصبح جزءا منه.
  • أن الحزب الذي كانوا يعولون عليه لتحقيق مطالب الثورة أصبح معاديا لكل قيم الثورة بل يسخر من مطالبها ويشرد شبابها ويتنكر لضحاياها
  • أن الحزب الذي انتظروا منه أن يكون نصيرًا للفقراء والكادحين أصبح حزبًا يتملق ويتقرب من البورجوازية ويقدم نفسه كأكبر حام لمصالحها.
  • أن الحزب الذي كانوا ينتظرون منه أن يحارب الفساد ويسترد ثروات البلاد أصبح حاميًا للفساد والفاسدين ومدافعًا عنهم.
  • بل أن الحزب الذي بنى سبب وجوده على الدين أصبح في بعض الأحيان محاربًا للقيم الدينية ساخرًا منها ومضطهدا للمتدينين.

كل ذلك وغيره جمع بين المتناقضات في تأييد الانقلابيين.

ليس بالضرورة ان يكون كل ما ذكرت آنفا صحيحًا ولكن الأكيد ان هذا رأي قطاعات واسعة من الشعب وهذا هو الأهم.

في السياسة كما في القانون من المهم أن تكون على حق، لكن الأهم أن يراك القاضي (الشعب) على حق.

النهضة رأت بام عينها السيستام وهو يغرق فمدت له يد النجاة فنجى السيستام وأغرق النهضة.

ومن الغباء ما قتل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى