روائية أيرلندية تعلن دعمها لحركة “فلسطين أكشن” من عائدات رواياتها “الأدب في مواجهة الاحتلال”

أعلنت الروائية الأيرلندية الشهيرة سالي روني، التي تُعد من أبرز الأصوات الأدبية في جيلها، أنها ستواصل دعمها لحركة “فلسطين أكشن” المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، من خلال تخصيص جزء من عائداتها الأدبية وحقوق رواياتها للتبرع لهذه الحركة، مؤكدة أن الأدب ليس مجرد كتابة خيالية، بل يمكن أن يكون أداة للدفاع عن القيم الإنسانية والعدالة.
الأدب كسلاح في مواجهة القمع
أوضحت روني أن ما تتقاضاه من إيرادات أعمالها الروائية، إضافة إلى المقابل المادي من محاضراتها ومشاركاتها الأدبية، سيُوجَّه لدعم نشاطات “فلسطين أكشن” التي تصفها بأنها “خط الدفاع الأول في مواجهة الإبادة الجارية بحق الفلسطينيين”. وأكدت أنها لا ترى تناقضًا بين كونها روائية وبين كونها إنسانة تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه ما يحدث في العالم.
تحدٍ مباشر لقرار الحكومة البريطانية
إعلان روني يأتي في ظل قرار الحكومة البريطانية إدراج حركة “فلسطين أكشن” على قوائم المنظمات المحظورة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. هذا القرار أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية داخل بريطانيا وخارجها، خاصة أن الحركة تعتمد أساليب احتجاجية مباشرة، كاقتحام مقرات شركات السلاح الداعمة لإسرائيل.
روني وصفت الخطوة البريطانية بأنها “اعتداء خطير على حرية التعبير”، معتبرة أن الحظر ليس سوى محاولة لتكميم الأفواه وإخراس الأصوات الداعمة لفلسطين. وأضافت أن وصم حركة احتجاجية سلمية بالإرهاب يعكس انحيازًا رسميًا لصالح إسرائيل، على حساب قيم الديمقراطية التي تتباهى بها بريطانيا.
التزام معلن رغم المخاطر
الكاتبة الأيرلندية شددت على أنها لن تتراجع عن دعمها، حتى وإن أصبحت مساهمتها غير قانونية في نظر السلطات البريطانية. وقالت إن الوقوف مع المظلومين لا يمكن أن يُختزل في نصوص أو شعارات، بل يجب أن يُترجم إلى مواقف عملية، مضيفة أن تحويل عائدات رواياتها لدعم “فلسطين أكشن” جزء من هذا الالتزام.
تاريخ من المواقف المناصرة لفلسطين
لم يكن هذا الموقف جديدًا على سالي روني، فقد سبق أن رفضت في عام 2021 توقيع عقد لترجمة إحدى رواياتها إلى العبرية مع دار نشر إسرائيلية، معللة ذلك بأنها لا ترغب في التعامل مع مؤسسات إسرائيلية متورطة في “تبييض صورة الاحتلال”. كما شاركت في بيانات أدبية تدعو إلى مقاطعة المؤسسات الثقافية الإسرائيلية المتواطئة مع سياسات الحكومة ضد الفلسطينيين.
انتقادات متوقعة ودعم متزايد
خطوة روني مرشحة لإثارة انتقادات واسعة من الدوائر المؤيدة لإسرائيل، خاصة داخل الأوساط الإعلامية الغربية، لكنها في المقابل ستلقى دعمًا متزايدًا من حركات حقوقية وأكاديمية ترى في مواقفها نموذجًا للكاتب الملتزم بقضايا العدالة. كما يتوقع أن تحظى بخطاب تضامني من ناشطين عالميين يرون أن استخدام الأدب والثقافة في مواجهة القمع شكل من أشكال المقاومة.
الأدب كجبهة سياسية وأخلاقية
روني أكدت أن الأدب ليس ترفًا منعزلًا عن الواقع، بل يمكن أن يكون جبهة سياسية وأخلاقية بحد ذاته. وأوضحت أنها لا تريد أن تكون رواياتها مجرد قصص للتسلية، وإنما أدوات لفتح النقاش حول قضايا إنسانية كبرى، وفي مقدمتها فلسطين.
خطوة سالي روني تكشف عن تحوّل الأدب إلى مساحة مواجهة، وعن استخدام الروائيين العالميين مكانتهم للتأثير في الرأي العام ودعم القضايا العادلة. وبإعلانها دعم “فلسطين أكشن”، تكون روني قد نقلت التزامها من النصوص إلى الأفعال، متحديةً قرارات حكومية وقوانين مقيدة، ومؤكدة أن الرواية قد تصبح أقوى من السلاح حين تُسخَّر في سبيل الحرية.