العالم العربيفلسطينمصر

وسطاء مصر وقطر يرحبون بتجاوب حماس مع مقترح التهدئة في غزة

أبدى الوسطاء المصريون والقطريون ارتياحًا بالغًا إزاء تجاوب حركة “حماس” مع المقترح التوافقي المطروح للتهدئة في قطاع غزة، معتبرين أن الموقف يمثل خطوة شجاعة لتفادي كارثة إنسانية محتملة ويفتح الباب أمام تحرك دولي جاد لإنهاء الحرب المستمرة.

اجتماعات العلمين

جاء ذلك في سياق اجتماعات مكثفة عُقدت بمدينة العلمين المصرية، حيث أجمعت الفصائل الفلسطينية والوسطاء على أهمية الإسراع في الرد على المقترح. وكشف مصدر فلسطيني أن الوسيطين المصري والقطري شددا منذ البداية على ضرورة تقديم رد من حركة “حماس” على الورقة الإسرائيلية، قبل صياغة ورقة تقارب تجمع بين مواقف الطرفين.

موقف حماس والفصائل

أوضح المصدر أن رئيس وفد “حماس” خليل الحية أبدى توجهًا إيجابيًا نحو المقترح، وهو ما عُرض لاحقًا على الوفد الفلسطيني الذي أبدى تجاوبًا عامًا معه. وأضاف أن الفصائل وافقت على المقترح المصري دون تحفظات، باستثناء بعض الملاحظات التي طرحها ممثل حركة “الجهاد الإسلامي”.

دعوة إلى الإسراع بالرد

وشدد رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، خلال الاجتماعات على أن “الفرصة قد تكون الأخيرة”، مطالبًا حماس بتقديم رد سريع. وأكد الحية أن الحركة تنظر بإيجابية للمقترح، لكنها بحاجة إلى مشاورة القيادة، ما دفع القاهرة لاقتراح آلية تواصل مع قيادة الحركة في تركيا دون مغادرة الوفد الفلسطيني لمصر.

ملف الأسرى

وفي اجتماع لاحق، ناقش الوفد الفلسطيني تعديلات مرتبطة بملف الأسرى، حيث جرى الاتفاق على إطلاق سراح 150 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و50 آخرين أمضوا أكثر من 15 عامًا في السجون. كما طالب الوفد بإضافة بند خاص بـ”أسرى غزة”، على أن تُناقش القوائم التفصيلية لاحقًا مع الجانب الإسرائيلي.

إشادة بالمرونة الفلسطينية

بحسب المصدر، فقد عبّر كل من اللواء حسن رشاد ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن ارتياحهما لموقف “حماس”، واعتبراه “شجاعًا ويحول دون كارثة مستقبلية في غزة”. وأكدا عزمهما التحرك مع واشنطن فورًا لدفع تنفيذ المقترح.

ونقل المصدر عن الشيخ آل ثاني قوله إن “الكرة باتت في الملعب الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أنه أبلغ الإدارة الأميركية بضرورة العمل خلال 60 يومًا للتوصل إلى حل شامل ينهي الحرب.

عرض جديد وتوقعات بلقاء

كما كشف مصدر قيادي في “حماس” أن الحركة تسلمت عرضًا جديدًا من الوسطاء مساء الاثنين، تضمن تعديلات تركز على “صفقة جزئية” بسبب العراقيل الإسرائيلية. وأكد أن الحركة أجرت مشاورات مع الفصائل وتستعد لتقديم رد رسمي خلال لقاء جديد يضم الوسيطين المصري والقطري.

وشدد المصدر على أن “الفصائل تعاملت مع العرض بمرونة وإيجابية عالية”، مؤكدًا أن الهدف هو تذليل العقبات أمام التوصل إلى اتفاق يعكس موقفًا فلسطينيًا موحدًا، محذرًا في الوقت ذاته من أن يسعى نتنياهو وحكومته لإفشال هذه الجهود.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى