مفوض الأونروا: موظفونا يواصلون العطاء “رغم الجحيم اليومي” في غزة

أشاد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، بتضحيات موظفي الوكالة في قطاع غزة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 أغسطس/آب من كل عام.
وقال لازاريني، في بيان، إن موظفي الأونروا “دفعوا ثمنًا باهظًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية قبل 22 شهرًا”، موضحًا أن نحو 360 موظفًا قُتلوا، بعضهم أثناء أداء واجبهم، فيما أصيب المئات، واعتُقل أو احتُجز نحو 50 آخرين، تعرض بعضهم للتعذيب قبل الإفراج عنهم.
وأكد أن “موظفينا لم يستسلموا رغم الجحيم الذي يعيشونه يوميًا”، مشيدًا بفرق الوكالة التي تواصل تقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية الأولية في مختلف مناطق غزة رغم الظروف القاسية.
“الأونروا تواجه تهديدات وجودية”
وأضاف لازاريني أن الأونروا تواجه تهديدات وجودية، لكنها “مستمرة في العمل من أجل الإنسانية”، مشددًا على أن موظفيها “سيواصلون مهمتهم حتى التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء الصراع المستمر منذ عقود”.
وختم بقوله: “لقد حان الوقت – بل تأخر كثيرًا – لإنهاء هذا الصراع”.
الأمم المتحدة: الوضع عند الحافة
وبحسب موقع الأمم المتحدة الرسمي، فإن عام 2024 وحده شهد مقتل أكثر من 380 عاملاً إنسانيًا حول العالم، بعضهم أثناء أداء واجبهم، وآخرون في منازلهم، فيما أصيب مئات واختُطف أو احتُجز آخرون. وحذّرت المنظمة من أن عام 2025 قد يكون “أشد نكبة”.
وأكدت الأمم المتحدة أن “العالم كثيرًا ما يغضّ بصره عن الانتهاكات الخطيرة بحق عمال الإغاثة، رغم أنها تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي”، مشددة على أن الإفلات من العقاب والصمت الدولي أمر لا يمكن السماح باستمراره.
وأضافت المنظمة أن “المنظومة الإنسانية اليوم تتداعى، ليس في حق العاملين الإنسانيين وحدهم، بل وفي حق من يخدمونهم أيضًا”، محذرة من أننا “تجاوزنا مفترق الطرق وباتت الاحتياجات تتصاعد، بينما يتضاءل التمويل، وتتحطم الأرقام القياسية في الاعتداءات على عمال الإغاثة”.
إبادة إسرائيلية متواصلة في غزة
تأتي هذه التصريحات في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
ووفق إحصاءات حديثة، فقد خلفت الحرب حتى الآن 62,004 شهيدًا و156,230 جريحًا معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 263 شخصًا بينهم 112 طفلًا.