الجيش الإسرائيلي يعلن بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة عبر عمليات عسكرية مكثفة في حي الزيتون وجباليا، بعد موافقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة “عربات جدعون الثانية” التي تهدف للسيطرة على المدينة، وسط انتقادات داخلية واستمرار جهود الوسطاء للتوصل إلى صفقة تبادل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الأيام المقبلة ستشهد دفع سكان غزة نحو جنوبي القطاع في إطار بدء العمليات التمهيدية، بينما نقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن استدعاء عشرات آلاف الجنود بات وشيكاً، مرجحاً أن تصل الأعداد إلى نحو 50 ألف جندي من قوات الاحتياط، على أن يبدأ معظمهم الخدمة في سبتمبر/أيلول المقبل، مع الإشارة إلى أن القوة الأساسية المشاركة ستكون من الجنود النظاميين.
وأشار المسؤول إلى أن جنود الاحتياط سيكلفون بمهام في سلاح الجو والمخابرات والدعم اللوجستي، أو سيُستعان بهم لتعويض وحدات في الخدمة الفعلية خارج قطاع غزة.
“عربات جدعون الثانية”
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد صادقت، الثلاثاء، على خطة “عربات جدعون الثانية” التي قدمها رئيس الأركان إيال زامير، باعتبارها استكمالاً لعملية “عربات جدعون” التي أطلقت في مايو/أيار الماضي، رغم إقرار مسؤولين سياسيين وعسكريين بفشلها.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الخطة الجديدة تتضمن احتلال مدينة غزة بالكامل، مع ما وصفته إسرائيل بـ”استعدادات إنسانية” لنقل سكان المدينة إلى جنوب القطاع.
انتقادات وتحذيرات
الخطة قوبلت بانتقادات حادة داخل إسرائيل، حيث وصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك العملية بأنها “فخ مميت”، معتبراً أنها ستخدم حركة حماس وتمنحها “انتصاراً سياسياً”، كما أنها تهدد حياة المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
من جانبها، اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين أن الخطة لا تحقق الهدف الأساس المتمثل في إعادتهم، مجددين مطالبتهم بإقرار صفقة تبادل بدلاً من عملية عسكرية واسعة.
وساطة مستمرة
تأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودهم لإقرار مقترح جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كانت حركة حماس قد أعلنت موافقتها عليه، بينما لم يصدر رد رسمي من إسرائيل حتى الآن.
تقييم استراتيجي
الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن حسن جوني أوضح أن قرار التوجه لاحتلال مدينة غزة “ليس نهائياً بعد”، مشيراً إلى تحديات تتعلق بقدرات الجيش الإسرائيلي، والأزمة السياسية الداخلية، وقضية الرهائن، إضافة إلى المخاوف من التداعيات الدولية.
وأضاف أن الحديث عن استدعاء أعداد كبيرة من قوات الاحتياط والتحضيرات لإخلاء السكان قد يكون “جزءاً من الضغط والتهويل لدفع حماس نحو قبول صفقة بشروط إسرائيلية”، لافتاً إلى أن أي عملية عسكرية واسعة في بيئة حضرية معقدة مثل غزة ستكلف إسرائيل ثمناً بشرياً وسياسياً مرتفعاً.