خليفة حفتر يعيّن نجله خالد رئيسًا للأركان العامة لقوات الشرق الليبي

أعلنت القيادة العامة لقوات الشرق الليبي، أن القائد العام خليفة حفتر عيّن نجله خالد حفتر رئيسًا للأركان العامة خلفًا للفريق عبد الرازق الناظوري، وذلك في إطار تغييرات متسارعة بالمؤسسة العسكرية في الشرق.
وذكرت القيادة في بيان رسمي عبر صفحتها على فيسبوك أن القرار جاء بعد ترقية خالد حفتر إلى رتبة فريق أول ركن، مشيرة إلى أن اللقاء الذي جرى في مقر القيادة بالرجمة قرب بنغازي جمع حفتر بنجله في أول ظهور رسمي له بعد التعيين.
وكان خالد حفتر يشغل سابقًا منصب رئيس أركان الوحدات الأمنية، إلى جانب قيادته لواء 106 مجحفل، الذي يُعدّ أكبر تشكيل عسكري في قوات الشرق وأكثرها تسليحًا وتنظيمًا، ما منحه نفوذًا واسعًا داخل المؤسسة العسكرية.
تغييرات متتالية داخل قيادة قوات الشرق
جاء هذا التعيين بعد يوم واحد فقط من قرار مجلس النواب الليبي تعيين الفريق عبد الرازق الناظوري مستشارًا للأمن القومي بدلاً من إبراهيم بوشناف، ما أنهى حقبة طويلة للناظوري داخل قيادة الأركان.
وفي 11 أغسطس/آب الجاري، أصدر حفتر قرارًا آخر مثيرًا للجدل بتعيين نجله صدام حفتر نائبًا له، بعدما كان يشغل منصب رئيس أركان القوات البرية. وأكد بيان القيادة أن “الأيام المقبلة ستشهد تكليفات جديدة في مواقع قيادية مهمة”.
الأدوار السابقة لخالد وصدام حفتر
- خالد حفتر: عُرف بلعب دور مركزي في قيادة لواء 106 الذي شارك في معارك كبرى، من بينها هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس عام 2019، ويُنظر إليه كأحد أبرز الداعمين لسياسة والده العسكرية.
- صدام حفتر: اكتسب سمعة قوية بصفته المسؤول عن إدارة الأصول الاقتصادية والعسكرية في الشرق، بما في ذلك السيطرة على منافذ حيوية، كما ارتبط اسمه بملفات حساسة أبرزها تجارة الوقود والذهب، ما عزز نفوذه خارج المجال العسكري المباشر.
تأثير التعيينات على التوازنات الداخلية
يرى مراقبون أن هذه التعيينات تمثل خطوة لتعزيز نفوذ عائلة حفتر داخل هرم القيادة العسكرية، وإعادة ترتيب مراكز القوى بعد تراجع دور شخصيات وازنة مثل عبد الرازق الناظوري.
ويُتوقع أن تؤدي هذه القرارات إلى تركيز السلطة بيد أبناء حفتر، ما قد يُثير حفيظة بعض القيادات التقليدية في الشرق، لكنه في الوقت نفسه يمنح حفتر سيطرة أكبر على مفاصل المؤسسة العسكرية تحسبًا لأي تحركات سياسية أو تفاوضية خلال المرحلة المقبلة.
الانقسام المستمر للمؤسسة العسكرية
تأتي هذه القرارات في وقت ما زالت فيه المؤسسة العسكرية الليبية منقسمة بين قوات الشرق بقيادة خليفة حفتر، وقوات الغرب التابعة لرئاسة أركان الجيش بحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس.
وتقود بعثة الأمم المتحدة منذ سنوات حوارات عسكرية فيما يعرف بلجنة 5+5، بهدف توحيد الجيش الليبي. وفي موازاة ذلك، تُبذل جهود سياسية للوصول إلى انتخابات عامة تنهي حالة الانقسام بين حكومتي الشرق والغرب.
ويأمل الليبيون أن تُسفر هذه الجهود عن إنهاء الصراع السياسي والمسلح المستمر منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، وفتح الطريق أمام مرحلة استقرار دائم.