الدفاع المدني بغزة يحذر من كارثة إنسانية مع استعداد الاحتلال لاجتياح مدينة غزة

حذر الدفاع المدني في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، من تداعيات إنسانية بالغة الخطورة على المدنيين في المناطق التي أعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياحها، بالتزامن مع بدء الاستعدادات لتنفيذ خطة لاحتلال مدينة غزة بالكامل.
وقال الدفاع المدني إن قوات الاحتلال تجبر السكان على النزوح نحو ما تسميه “منطقة إنسانية آمنة”، في سياسة تهدف – وفق وصفه – إلى “تكريس معاناة المواطنين ووضع عوائق أمام العمل الإنساني والإغاثي”.
وأوضح أن طواقمه تتلقى على مدار الساعة نداءات استغاثة من مواطنين محاصرين في مناطق التوغل، لكن لم يتمكن من الاستجابة لمعظمها بسبب خطورة العمل هناك ورفض الاحتلال منح تصاريح التنسيق اللازمة، لا سيما في أحياء الزيتون والصبرة بمدينة غزة، إضافة إلى جباليا شمالاً وخان يونس جنوباً.
وحذر الدفاع المدني من أن هذه السياسات تؤدي إلى محاصرة النازحين تدريجياً في “المنطقة الإنسانية” وسط القطاع، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإجبار إسرائيل على احترام القانون الإنساني الدولي.
خطة “عربات جدعون 2”
من جانبها، أعلنت إسرائيل بدء المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة، بعمليات عسكرية مكثفة في حي الزيتون وجباليا، بعد موافقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس على خطة أطلق عليها اسم “عربات جدعون الثانية”، والتي تستدعي عشرات آلاف الجنود للسيطرة على المدينة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل جهود وساطة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
حصار ونزوح شامل
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً واسعة على القطاع، أسفرت عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة نحو 156 ألفاً، وتشريد سكان غزة بالكامل تقريباً، في ظل دمار وصِف بأنه غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية. كما توفي 269 فلسطينياً جراء المجاعة والتجويع المتعمد، بينهم 112 طفلاً.
منع الإيواء والخيام
في السياق ذاته، انتقدت منظمات إنسانية دولية استمرار إسرائيل في منع دخول الخيام ومستلزمات الإيواء إلى غزة، رغم إعلانها قبل أيام السماح بدخولها.
وأكدت منظمات بينها وكالات تابعة للأمم المتحدة أن المنع مستمر منذ قرابة 6 أشهر بذريعة “الاستخدام العسكري المحتمل”.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.3 مليون شخص بحاجة عاجلة إلى خيام، محذرة من موجات نزوح إضافية مع اقتراب الهجوم الإسرائيلي الواسع على مدينة غزة.