سوريا

وزير الخارجية السوري يبحث في باريس مع وفد إسرائيلي خفض التصعيد وإعادة تفعيل اتفاق 1974

بحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الثلاثاء، مع وفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس، سبل خفض التصعيد وعدم التدخل في الشأن السوري، والتوصل إلى تفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن اللقاء جاء بوساطة أمريكية، وتركز على مناقشة ملفات تتعلق بمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين عام 1974.

تفاصيل اللقاء في باريس

وبحسب القناة العبرية “12”، شارك في الاجتماع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى جانب المبعوث الأمريكي توماس باراك، حيث بحثت الأطراف “الترتيبات الأمنية على الحدود بين سوريا وإسرائيل”.

في حين نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي أن اللقاء يعد أرفع مستوى رسمي بين الجانبين منذ أكثر من 25 عاما، موضحاً أنه جاء برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف التوصل إلى تفاهمات أمنية تخص الجنوب السوري ووقف إطلاق النار.

وكان باراك قد كتب في 24 يوليو/ تموز الماضي تدوينة على منصة “إكس” أكد فيها أن “وزراء إسرائيليين وسوريين بارزين اتفقوا على الحوار في إطار جهود خفض التصعيد خلال اجتماع جمعهم في باريس”.

خلفية التصعيد في السويداء

وتشهد محافظة السويداء منذ 19 يوليو/ تموز الماضي وقفاً لإطلاق النار، أعقب اشتباكات مسلحة استمرت أسبوعاً بين مجموعات درزية وعشائر بدوية، وأسفرت عن مئات القتلى.

واتهمت دمشق إسرائيل باستغلال الموقف عبر التذرع بـ”حماية الدروز” لتصعيد اعتداءاتها على الأراضي السورية، معتبرة ذلك “تدخلاً سافراً” ومطالبة المجتمع الدولي بإلزام تل أبيب بتنفيذ اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

لقاءات إقليمية مرتبطة

وفي سياق متصل، كشفت “سانا” أن الشيباني كان قد التقى في عمّان بتاريخ 12 أغسطس/ آب الجاري نظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي باراك، حيث جرى الاتفاق على تشكيل مجموعة عمل سورية – أردنية – أمريكية لدعم جهود الحكومة السورية في تعزيز وقف إطلاق النار بمحافظة السويداء، والعمل على إيجاد حل شامل للأزمة.

سياق أوسع

يُذكر أن إسرائيل تحتل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، كما استغلت انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 وفرضت سيطرتها على المنطقة العازلة، بالإضافة إلى احتلال “جبل الشيخ” الاستراتيجي القريب من دمشق.

ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تُبد أي تهديدات ضد إسرائيل، تواصل تل أبيب شن غارات جوية على مواقع في سوريا، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين وتدمير معدات عسكرية.

وتؤكد دمشق أن اتصالاتها الدبلوماسية الراهنة تأتي ضمن جهود إعادة ضبط الأمن الداخلي، وتعزيز الاستقرار الإقليمي بعد مرحلة سياسية جديدة أعقبت سقوط نظام الأسد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى