
بعد تصريحات نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل حول “إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات” في شهر آب من العام ٢٠٢٥ والتي تكشف المشروع التوسعي للكيان الغاصب لفلسطين التاريخية، والذى اعتبره بعض من القادة و الحكام العرب تصعيدا استفزازيا خطير و تهديدا لسيادة الأردن ومصر و غيرهم من الدول مثل لبنان و سوريا والعراق وأجزاء من السعودية و غيرها من مساحات جغرافية، وصدرت الادانات و الشجب و الاستنكار من ٣١ دولة عربية و إسلامية ،
وشهدنا رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق المحامي عبد الكريم الدغمي يطالب بحكومة عسكرية وتطبيق فوري للأحكام العرفية وتبعها على الفور أن بادر الأردن بالإعلان عن عودة الخدمة العسكرية الإلزامية خلال ٢٤ ساعة وكأن ما قاله نتنياهو جديد او مفاجأة للعرب اللذين بات واضحا أنهم لا يقرأون التاريخ ولا الكتب !!!
و عودة للتاريخ فقد تم التعهد في مدينة فرساي لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين وشمل الوطن القومي المقترح آنذاك” ضفتي نهر الأردن”. و في عام ١٩٢٠قامت بريطانيا باعتبار المنطقة التي تشمل الأردن وإسرائيل اليوم بتسميتها ” ارض إسرائيل الانتدابية”، و تناول كتاب فينسكر” الوعي القومي اليهودي” ومن بعده كتاب هرتزل عام ١٨٩٦ “دولة اليهود” ثم مؤتمر هرتزل والمؤتمرات الصهيونية اللاحقة وكتاب نتنياهو قبل ان يصبح رئيسا للوزراء لدى الكيان المصطنع والصادر عام ١٩٩٤ كلها تضمنت و تحدثت و ذكرت و أكدت على ” إسرئيل الكبرى”
، لذا تصريحات السيد نتنياهو الحالية التي تآتي بعد نفس الفكر والتوثيق لدى الصهيونية منذ ١٢٩ عاما لتكرار ما سبق في غياب للوعي العربي والجهل وعدم القرأة، بل تأتي و بعض من الدول و الحكام تنازلوا و استسلموا و اقروا بحق إسرائيل في وطن ليس وطنهم و بارض و حدود ليست حدودها.
و هنا اكتب عن أهمية العلم و القرأة لعل ان يكون هناك تغيير في نمط التجهيل وعدم القرأه ، هذه القرأه التي هي اول كلمة اختارها الله عز و جل “اقرأ” لتكون اول كلمة من القرأن في سورة العلق ، و في المقابل لنجد انها اول كلمة حذفها بعض من قادة العرب من قاموسهم لكونهم غير متنبهين وغير يقظين لما سيلقى عليهم الصهاينة ،وأرادوا تجهيل الشعب العربي ليسهل حكمه والتحكم به و خداعه.
و اقصد أن القراءة تشكل بشكل كبير وبلا ريب شخصية القائد والحاكم ومن يستلم مناصب عليا مدنية او عسكرية ، وهي مفاتيح وأساليب القيادة والحكم عبر الثقافات والسياسات بطرق مختلفة ومنها :
أولا : **المعرفة والوعي**:
غالبا ما يكون الحكام والقادة الذين يقرؤون على نطاق واسع أكثر اطلاعا على القضايا العالمية والسياقات التاريخية والفروق الدقيقة الثقافية والسياسية. يمكن أن تؤدي هذه المعرفة إلى قيادة و حكما جوهريا أكثر تعاطفا وحساسية ثقافيا وسياسيا، مما يسمح لهم بالتنقل في بيئات متنوعة بشكل فعال تخدم مصالح الشعب.
ثانيا :**التفكير النقدي**:
يمكن أن يعزز التفاعل مع النصوص المختلفة مهارات التفكير النقدي للقادة و الحاكم ،ويمكن أن تؤدي هذه القدرة على تحليل المعلومات التي يقدمها المستشارون و رؤساء الحكومات وتوليفها إلى اتخاذ قرارات أكثر استراتيجية وحل المشكلات بشكل مبتكر.
ثالثا : **مهارات التواصل**
: تعمل القراءة على تحسين مهارات اللغة والتواصل، خصوصا اذا ما عرف القائد و الحاكم اكثر من لغة و اطلع علي كتابات ووثائق بلغات أخرى بجانب العربية مثل الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية ، وهو أمر ضروريا للقيادة الفعالة. يمكن للقادة والحكام الذين يعبرون عن رؤيتهم بوضوح إلهام وتحفيز حكومات بلادهم وفرقهم ومستشاريهم بشكل أكثر فعالية.
رابعا :**النماذج الملهمة**:
يجد العديد من القادة و الحكام الإلهام في السير الذاتية أو فلسفات القادة او الحكام ممن سبقوهم ومن المفكرين الآخرين. يمكن لهذه التأثيرات تشكيل أسلوب القيادة الخاص بها، سواء كانت تميل نحو القيادة و الحاكم الديمقراطي او الديكتاتوري او الاستبدادي وحتى طرق الحكم التحويلية أوالخادمة للشعوب التيتحكمها.
خامسا :**السياق الثقافي و السياسي **
: يمكن أن يختلف تأثير القراءة على القيادة والحكام حسب الثقافة و الفكر السياسي. في بعض الثقافات، قد يتم التأكيد على القراءة أكثر في بيئات القيادة الأكاديمية أو الرسمية، بينما في ثقافات أخرى، قد تلعب التقاليد الشفوية والتجارب الشخصية دورا أكبر في تشكيل أساليب القيادة و الحكم، و لقد رأينا في المنطقة العربية أكثرية حاكمه عسكرية او من خريجي المعاهد العسكرية البريطانية.
سادسا :**القدرة على التكيف**:
يمكن للقادة و الحكام الذين يقرؤون عن الثقافات و السياسات و الاقتصادياتوالممارسات المختلفة تكييف أساليب حكمهم وقيادتهم لتناسب احتياجات الشعوب بشكل أفضل، وتعزيز الشمولية والتعاون.
باختصار، يمكن أن تؤثر القراءة تأثيرا عميقا على القيادة ومؤسسة الحكم من خلال إثراء المعرفة وتعزيز المهارات وتعزيز القدرة على التكيف، وكلها حاسمة في التنقل في تعقيدات الطبيعة السياسية التي من المفترض الا يتفاجأ أيمنهم بتصريحات نتنياهو والتي هي ليست من وليد أفكاره بل هي مذكوره ومتوارثه وموثقه في كتابات عديدة من الأزل لكن بسبب الجهل و عدم القرأه نجدهم يتخبطون ويتفاجأون ويقومون بردود فعل سريعة ومتباينة بينما الشعوب غارقة و مقيده في وحل معاهدات أنهت سيادة بلادهم والأوطان التي يحكمونها.
هذا و قد نسب الى وزير الدفاع الإسرائيلي موشى ديان في محاكمته بسبب نشر مذكراته التي قال ان خطط إسرائيلفي حربها مع العرب واحده لم تتغير وبالتالى هزائم العرب في حروبهم متكرره ، انه قال :” إن العرب لا يقرأون، و اذا قرآوا لا يفهمون، و اذا فهموا لا يستوعبون ، و اذا استوعبوا لا يطبقون ” فحكم له القاضي بالبرأة و لا زال الرب لا يقرأون و متفرجون في مسرح الصهيونية التي تحكم العالم و الإضطهاد و استبعاد كل عربي مثقف قارئ والاستخفاف بما يقول وبما يكتب.