تحقيق إسرائيلي يكشف “إخفاقات خطيرة” بعد تسلل مقاتلي القسام إلى موقع عسكري بخان يونس

أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بوجود إخفاقات خطيرة في حادثة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث تمكن مقاتلون من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، من التسلل إلى داخل الدفاعات الإسرائيلية والاشتباك مع الجنود في قتال متقارب بالأيدي.
تفاصيل الهجوم
ووفق التحقيق الأولي الذي نشرته صحيفة معاريف العبرية الخميس، خرجت فصيلة من نحو 15 مقاوما من فتحة نفق قرب الموقع العسكري، وانقسموا إلى ثلاث مجموعات حاصرت القوات الإسرائيلية في مبانٍ محيطة بالموقع، فيما تسللت مجموعة أخرى إلى منطقة السرية واشتبكت مع الجنود من مسافة قريبة.
وأشار التقرير إلى أن مقاتلين آخرين أطلقوا قذائف هاون لتشتيت قوات الجيش، بينما استمرت الاشتباكات لنحو 3 ساعات بمشاركة دبابات وطائرات إسرائيلية بعد استدعاء تعزيزات عاجلة.
إخفاقات استخباراتية وأمنية
التحقيق أظهر أن النفق الذي خرج منه المقاومون كان مصنّفًا “مغلقًا”، ما يشير إلى أنهم حفروا ثغرة جديدة في مساره، وهو ما لم ترصده منظومات المراقبة ولا الطائرات المسيّرة.
كما لم يتمكن الشاباك والاستخبارات العسكرية من كشف التحضير للهجوم، الأمر الذي وصفه ضباط كبار بأنه “إخفاق أمني خطير يستوجب مراجعة شاملة للمفهوم الدفاعي”.
رد القسام
في المقابل، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا عدة دبابات ميركافا 4 بعبوات “الشواظ” وقذائف “الياسين 105″، كما قصفوا مبانٍ تحصّن بها جنود الاحتلال بست قذائف مضادة للتحصينات ونيران رشاشات ثقيلة.
وأضافت أنها نفذت اشتباكات متقاربة بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية داخل بعض المنازل، وتمكن أحد قناصيها من إصابة قائد دبابة ميركافا إصابة قاتلة.
صدمة إسرائيلية
وصف ضابط إسرائيلي كبير العملية بأنها “أحد أكثر الاختراقات خطورة منذ بداية الحرب”، محذرًا من “الجرأة المتزايدة للمقاومة ومحاولاتها لأسر جنود”، مشيرًا إلى أن الجيش سيُطلب منه إجراء تغييرات في منظومة الدفاع بعد هذا الحادث.
سياق أوسع
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي وغربي، حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ما أدى حتى اليوم إلى استشهاد وإصابة نحو 219 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.