فلسطيني يحرق لوحاته الفنية ليطهو طعامه وسط الحصار والمجاعة في غزة

اضطر الفنان الفلسطيني طه أبو غالي إلى إحراق لوحاته التي احتفظ بها على مدى أكثر من 20 عاما، ليستخدمها وقودًا لطهي الطعام لعائلته في مخيم للنزوح بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في ظل غياب غاز الطهي وندرة بدائل الوقود بسبب الحصار الإسرائيلي.
لوحات تتحول إلى وقود
وقال أبو غالي في حديث صحفي: “هذه اللوحات رسمتها منذ أكثر من 20 عاما، لكنني اضطررت إلى كسر أكثر من 20 لوحة لاستخدامها وقودا للنار بعدما استنفدنا كل البدائل”.
وأضاف أن الكثير من الفنانين في غزة يواجهون المصير ذاته، إذ لم يعد أمامهم خيار آخر مع استمرار الحصار ونقص المواد الأساسية.
النزوح والمعاناة
الفنان الغزي، الحاصل على درجة الماجستير في الصحة النفسية، عمل مدرسًا لمادة الفنون والحرف حتى اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قبل أن ينزح مع عائلته إلى خيمة صغيرة بمخيم للنازحين في خان يونس، بعد تدمير منزله في حي النصر بمدينة غزة.
ويقول أبو غالي: “المطلوب منا أن نعبر عن حياة الناس، لكنني لا أرى إلا الموت من حولي، رغم ذلك أتمسك بالأمل أن تعود الحياة لطبيعتها ونعود نحن أيضا إلى الرسم”.
أزمة إنسانية متفاقمة
يعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، إذ نزح أكثر من مليوني فلسطيني قسرًا منذ 22 شهرًا، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
وبسبب إغلاق إسرائيل للمعابر منذ مارس/ آذار الماضي، ومنع دخول المساعدات، تفاقمت المجاعة التي أودت بحياة المئات، بينهم أطفال، فيما تكدست شاحنات الإغاثة على الحدود دون السماح لها بالدخول.
حصيلة الضحايا
ومنذ بدء الحرب، أسفرت الإبادة الإسرائيلية عن 62,122 قتيلا و156,758 مصابا، معظمهم نساء وأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصا، بينهم 112 طفلا.
