مقالات وآراء

ماهر المذيوب يكتب: حريات، حريات، دولة البوليس وفات.. انتباه هنالك قطار يخفي آخر

1- انتهت جولة جديدة من الشد والجذب بين سلطة قيس سعيّد والاتحاد العام التونسي للشغل، بتعادل سلبي في انتظار ضربات الجزاء.
قيادة الاتحاد الحالية استعادت بريقًا زائلًا، فيما أظهرت سلطة قيس سعيّد للعالم ما تريد: حماية المظاهرات المعارضة وقيادتها عبر البوليس.

2- سلطة قيس سعيّد سلطة مخاتلة وخدّاعة، تتمتع بمستوى قياسي من البغض والحقد: فهي ستواصل “تلقيم الأظافر” وتلغي كافة امتيازات الاتحاد، والأهم ستعمل بخبث على “انتخاب” قيادة جديدة على المقاس: بلا طعم، بلا لون، بلا رائحة، وبلا فائدة للعمال والشغيلة.

3- أكدت تحركات 21 أوت/أغسطس 2025 أن الشغيلة
في تونس لم تمت، وأن الطبقة العمالية مستعدة في كل وقت لرفع التحديات والدفاع المستميت عن حقوقها، وبأفق وطني واضح، رغم مرارة الضوابط البيروقراطية النقابية المقيتة.

4- رغم التوصيات المشددة بعدم رفع الشعار الذي زلزل قرطاج: “الاتحاد لا يهان، يا عساس الطليان”، فإن القواعد العمالية كانت وفية لشعبها وهموم وطنها، فترجمت ولو بصوت منخفض الشعار إلى اللغة الفرنسية: “C’est fini, c’est fini, يا خدام مليوني”، والأهم رفعت الشعار الوطني المشترك لجميع التونسيين الأحرار بعد الثورة: “حريات، حريات، دولة البوليس وفات”.

5- قيادة الاتحاد الحالية لم ولن تغادر “المسار”، وهذا اختيار استراتيجي يجتمع فيه الذاتي بالموضوعي. وبعد الصمت والصبر، ستنسحب بهدوء من أجل ضمان تقاعد مريح في الظلام.

لكن العمال والطبقة الشغيلة أدركوا بحسهم المهني والوطني العميق أن الهجوم على الاتحاد هو هجوم متربص وشرس وغير مسبوق على جميع حقوقهم ومكتسباتهم. لذلك، فإن استفاقتهم حقيقية، وقد خرجوا ولن يعودوا إلى القفص أبدًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى