جريدة الشرق الأوسط السعودية: المعارضة المصرية بالخارج وقيادات إخوانية تطالب بحوار حقيقي مع الدولة المصرية

نقلت صحيفة الشرق الأوسط السعودية تصريحات من قياديين مصريين بارزين في المعارضة المصرية وجماعة الإخوان في تركيا حول التقارب مع النظام المصري وإقامة جسر تواصل حقيقي وجاد من أجل حل الأزمة المصرية، والتعاون في خلق ظروف سياسية مناسبة تساعد في إذابة جبل الخلافات بين الدولة المصرية والمعارضة، واتساع الأفق السياسي ليشمل كافة التيارات السياسية من دون إقصاء أو تمييز.
جاء على رأس تلك الشخصيات الدكتور أيمن نور مؤسس ورئيس حزب غد الثورة المصري المعارض، الذي أشار في تصريحاته للشرق الأوسط إلى أن التطورات في المنطقة تؤكد أن هناك إمكانية لاستيعاب شخصيات وتيارات انخرطت في الإرهاب سابقا، ويتم التسامح معها الآن، في حين تُسد الطرق أمام الحوار والتفاهم والانفتاح على تيارات معتدلة، مثل جماعة لإخوان، بسبب الانغلاق على فكرة معينة، فيما السياسة تقوم على الحوار والانفتاح.
وبحسب الدكتور أيمن نور فإن الأمور تحتاج إلى تطبيع وقفز على حالة الانغلاق السياسي القائم، عبر انفتاح سياسي يشمل الجميع، يقوم على حوار وطني حقيقي، يتضمّن معالجة قضايا مثل المعتقلين، من خلال برنامج زمني يمتد سنةً، يمكن من خلاله إنهاء الأزمة الحقوقية، عبر تصور قانوني يقوم على 3 مراحل، تتضمن وضع حلول للمشكلات وقواعد للتفاهم، مؤكدا أن تحسين الوضع السياسي سيكفل القضاء على المشكلة الاقتصادية المتفاقمة، وبالتالي معالجة الآثار الاجتماعية لها، لافتاً إلى أن الأمر يتطلّب إرادة سياسية إصلاحية.
وحذَّر زعيم حزب غد الثورة من أن حالة الانسداد السياسي يمكن أن تقود على الجانب الآخر إلى التطرف، لافتاً إلى أن هناك لغة شبه عامة في الشارع المصري الآن ترى أن الحل يمكن أن يكون على الطريقة السورية، ونحن ندرك أن مصر ليست سوريا، وأن الوضع مختلف والقياس خاطئ، لكن في النهاية، هناك مزاج عام يتجه إلى هذه الفكرة، وهذا ليس في صالح أحد.
وفي ذات السياق قال القيادي بـ”الإخوان المسلمين” د.محمد عماد صابر، إن جماعة الإخوان مستعدة، بل تتمنى أن يكون هناك حوار مع الدولة، بشرط أن يكون حواراً حقيقياً، وأقول هذا بصفتي قيادياً أمضى 45 عاماً في صفوف الجماعة، وموجود في هياكلها القيادية حتى الآن؛ إن الإخوان تتمنى حواراً حقيقياً قائماً على الانفتاح.
وأكد في تصريحاته للشرق الأوسط أنه يجب البدء من خطوة الإفراج عن المعتقلين، لا سيما الفتيات والنساء وكبار السن، خطوةً أولى، وعن التناقض بين الدعوة للحوار على مستوى قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبعض فصائلها مثل حسم وميدان، التي تتبنّى خطاب العنف، وتدعو إلى التصعيد على مستوى الشارع، وتحرّض على عدم الاستقرار في مصر، قال صابر إن وجود مثل هذه الأصوات وضع طبيعي، لكن في النهاية هؤلاء لا يشكّلون إلا قلة قليلة، والغالبية العظمى، وأنا واحد منهم، نتمنى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، وأن يكون هناك انفتاح حقيقي في مصر.
وحول الانفتاح الحقيقي والانخراط مجدداً لـ”الإخوان المسلمين” بالاندماج في الحياة السياسية، قال إن الأمر يتطلّب التخلي عن عدّ الإخوان جماعة محظورة ووضع شروط لتمثيلها بالبرلمان؛ فالعمل السياسي من حق الجميع وفق القانون.
وأضاف صابر أنني بصفتي واحداً من القيادات، أعترف بأن الإخوان المسلمين أخطأوا عندما حاولوا أن يكونوا دولة موازية داخل الدولة، فتنظيم الإخوان تنظيم عابر للحدود، ومن الطبيعي أن تنظر إليه المؤسسة العسكرية والأمنية على أنه تهديد لأمن البلاد القومي.
وتابع أن تنظيم الإخوان وقع أيضاً في خطأ بعدم تسجيل نفسه تنظيماً أو جماعةً تعمل في إطار القانون، كما أن فكرة الصدام المستمر مع المؤسسة العسكرية هي فكرة خاطئة، فالجيش المصري هو نقطة القوة الأساسية لمصر وضمانة لأمتها العربية، والجيوش التي تُهدم لا تعود.