أعلنت شبكة أطباء السودان، السبت، وفاة 46 شخصًا جراء سوء التغذية خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الجاري في ولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد، محذّرة من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية بالمنطقة.

أرقام صادمة عن النساء والأطفال

وقالت الشبكة الطبية المستقلة، في بيان نشرته عبر فيسبوك، إن معظم الضحايا من النساء والأطفال، مشيرةً إلى أن أكثر من 19 ألف امرأة حامل ومرضعة بحاجة عاجلة إلى تغذية إضافية لتفادي المزيد من الوفيات.

وأكدت الشبكة أن “تجويع المواطنين واستخدام الغذاء كسلاح حرب يُعد جريمة ضد الإنسانية وجريمة حرب بموجب القوانين الدولية”، لافتةً إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل مروع في مدينتي كادوقلي والدلنج بولاية جنوب كردفان.

اتهامات لقوات الدعم السريع

أدانت الشبكة الطبية “بأشد العبارات استمرار حصار المدنيين وتجويعهم” من جانب قوات الدعم السريع، مطالبة بفك الحصار فورًا وفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول الغذاء والدواء دون قيود.

دعوات لتدخل دولي عاجل

ناشدت الشبكة السلطات المحلية والإقليمية والدولية، إلى جانب منظمة الصحة العالمية والهيئات الإنسانية ذات الصلة، التدخل الفوري لإنقاذ حياة النساء الحوامل والمرضعات والأطفال قبل فوات الأوان.

خلفية الصراع في السودان

تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال، غرب، جنوب) منذ أشهر اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في إطار الحرب الدائرة بين الطرفين منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة.

في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، مع استمرار المعارك التي تركّزت مؤخرًا في الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

تراجع قوات الدعم السريع

وخلال الأسابيع الأخيرة، تراجعت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع بشكل متسارع لصالح الجيش السوداني، إذ لم تعد تسيطر إلا على أجزاء من شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب محدودة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور.