الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية عاموس يادلين: نتنياهو يضع بقاءه السياسي فوق أمن إسرائيل

وجّه عاموس يادلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية ورئيس ومؤسس منظمة “عقل إسرائيل”، انتقادات حادة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بالانشغال ببقائه السياسي على حساب أمن إسرائيل ومصالحها الوطنية.
“الوقت هو الاستراتيجية”
قال يادلين، في مقابلة مع إذاعة /103FM/ العبرية اليوم الاثنين، إن “هدف نتنياهو الاستراتيجي لا ينبع من أمن إسرائيل ومصالحها، بل من بقائه السياسي. فكسب الوقت هو الاستراتيجية، ولذلك فهو لا يقرر مغادرة وفد، أو من سيرأسه، أو إلى أين سيذهب”.
وأضاف: “على نتنياهو أن يقنعنا، إن كان يهتم أصلاً، لأنه يبدو لي أنه لم يعد يُراعي الرأي العام في إسرائيل أو حتى رئيس أركانه”.
وقف الحرب وإعادة الأسرى
وشدد يادلين على أن الحكومة الإسرائيلية “مُلزمة أخلاقيًا بإعادة الأسرى ووضع وقف الحرب على الطاولة”، لافتاً إلى أن هذه المسؤولية حدثت خلال فترة ولايتها وكان ينبغي التعامل معها قبل عدة أشهر.
ورأى أن “وقف الحرب هو أقوى ورقة في يد إسرائيل، لأن العالم بأسره يريد وقف القتال”، داعياً إلى استغلال مهلة الستين يوماً التي قد يوفرها وقف إطلاق النار المؤقت، وقال: “هناك عشرة أسرى يمكن أن يكونوا في منازلهم غداً تقريبًا”.
مساحة للتفاوض مع “حماس”
وأوضح يادلين أن كل ما تقبله حركة “حماس” في المفاوضات قابل للتراجع، لكن هناك قضايا لا رجعة فيها، مشيراً إلى أن “حماس مهتمة جداً بوقف إطلاق النار، ولن توافق على نزع سلاح كامل أو السيطرة الأمنية الإسرائيلية، لكنها ستوافق على جميع الأمور الأخرى برأيي، بما في ذلك التخلي عن الحكم المدني وضرورة إعادة جميع الأسرى”.
وأكد أن “هناك مجالاً واسعاً للتفاوض، لكنه ببساطة لن يبدأ بسبب نتنياهو”.
الإبادة الإسرائيلية في غزة
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف الحرب.
وخلّفت هذه الإبادة حتى الأحد 62,686 شهيداً و157,951 جريحاً معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9,000 مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة 289 فلسطينياً بينهم 115 طفلاً، فضلاً عن الدمار شبه الكامل الذي طال مدن ومناطق القطاع.