العالم العربي

معاريف العبرية: تخوف إسرائيلي من عودة الحروب الأهلية بين اليهود

كشفت صحيفة معاريف العبرية، عن تصاعد المخاوف في الأوساط الإسرائيلية من عودة ما يُسمى بـ”النماذج القديمة من الحروب الأهلية اليهودية”، في ظل الانقسامات الحادة التي تشهدها إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري.

وقال الوزير الإسرائيلي الأسبق وعميد كلية الاتحاد العبري، نحمان شاي، إن الأوضاع الراهنة تشكّل نسخة جديدة ومتطورة من الحروب الأهلية التي عرفها اليهود عبر التاريخ، محذرًا من أن آلاف العائلات تعيش حالة قلق متواصل على مستقبل أبنائها وأحفادها بسبب حالة التفكك والانقسام.

وأضاف شاي أن الأزمة الحالية ليست مجرد خلاف سياسي عابر، بل أزمة بنيوية تهدد أسس الدولة من الداخل، مشيرًا إلى أن الصراع على السلطة وانعدام الثقة بين القيادات السياسية والعسكرية يفتح الباب أمام احتمالات خطيرة قد تعيد إسرائيل إلى أجواء “خراب الهيكل” التي شهدتها الجماعات اليهودية عبر التاريخ.

وأشار إلى أن الخلافات لم تعد مقتصرة على المستوى السياسي، بل امتدت إلى المؤسسة العسكرية، حيث اندلعت توترات حادة بين وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الأركان آيال زامير، وصلت حد تبادل الاتهامات المباشرة و”الصفعات الثنائية”، ما يعكس ضعف التنسيق داخل المؤسسة الأمنية في وقت يتطلب وحدة وتماسكًا.

وذكرت معاريف في استطلاع سابق أن أكثر من 58% من الإسرائيليين يخشون من اندلاع حرب أهلية داخلية، خاصة مع استمرار الأزمات السياسية وتعمق الانقسام المجتمعي، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان مشاهد تاريخية ارتبطت بانهيار ما يُعرف بـ”الهيكلين الأول والثاني”.

كما أشارت الصحيفة إلى أن هذه المخاوف تزداد في ظل استمرار التظاهرات والانقسامات حول قضايا حساسة مثل الإصلاحات القضائية، والعلاقة بين المؤسسة العسكرية والحكومة، والانقسام الحاد بين اليمين واليسار، فضلاً عن تصاعد نفوذ الجماعات الدينية المتشددة التي تسعى لفرض رؤيتها على المجتمع.

ويؤكد خبراء إسرائيليون أن هشاشة الوضع الداخلي، مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المرافقة للحرب المستمرة على جبهات عدة، يعزز من الشعور بانعدام الأمان ويجعل احتمالات التصعيد الداخلي أكثر واقعية.

ويحذر محللون من أن هذه الانقسامات، إذا استمرت بالتصاعد، قد تهدد النسيج الداخلي الإسرائيلي وتفتح الباب أمام صدامات عنيفة بين المكونات المختلفة، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الداخلي الإسرائيلي على وقع التوترات المتزايدة مع محيطه الخارجي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى