
الحملة المكذوبة على الإخوان: تشويه ممنهج… وضغط على المقاومة… واستهداف للمشروع الإسلامي الشامل.
من يتابع الهجمات الأخيرة التي تتهم الإخوان المسلمين بسرقة أموال الزكاة والتبرعات، يكتشف بسهولة أننا أمام حملة سياسية– استخباراتية منظمة لا علاقة لها بالشفافية ولا بمكافحة الفساد، بل هي جزءٌ من حرب شاملة تستهدف كل قوة إسلامية حقيقية تقف مع فلسطين، وتدعم المقاومة، وترفض الهيمنة الصهيونية.
هذه الحملة ليست جديدة، وإنما تأتي امتدادًا لعشرات محاولات التشويه عبر العقود: مرة بالاتهام بالإرهاب، ومرة بالعمالة، ومرة بالرغبة في المناصب، ومرة باستغلال المحتاجين… وكلها روايات متناقضة لكنها تتكرر في كل موجات الاستهداف.
“لماذا الإخوان تحديدًا؟”
لأنهم– عبر تاريخهم– يمثلون المشروع الإسلامي الشامل الذي يجمع بين التربية والدعوة والسياسة والعمل المجتمعي والدعم للمظلومين. ولأنهم الحركة الأكثر قدرة على:
تكوين وعي شعبي واسع يصعب السيطرة عليه.
دعم المقاومة ماليًا ولوجستيًا في أصعب الظروف.
تشكيل قاعدة اجتماعية عالمية ترفض التطبيع والاستبداد.
ربط الإسلام بالتحرر والعدالة في مواجهة مشاريع التغريب والهيمنة.
هذا المشروع هو ما تخشاه الصهيونية العالمية ومنظومتها، وما تخشاه الأنظمة الخاضعة لها، ولذلك تعمل على كسر الثقة الشعبية في الجماعة بكل وسيلة.
“أهداف الحملة الجديدة”
هذه الاتهامات ليست إلا جزءًا من معركة أكبر، لها أهداف واضحة:
1- ضرب الدعم المالي للمقاومة.
الإخوان وحركات إسلامية أخرى يمثّلون شبكة عالمية لجمع التبرعات لصالح غزة والمقاومة.. لذلك تسعى هذه الحملات إلى:
إفقاد الناس ثقتهم بالتبرعات.
حرمان المقاومة من أحد أهم منابع الدعم.
خلق رواية تشكك في كل جهد شعبي لصالح فلسطين.
2- تشويه الصورة الأخلاقية للإخوان.
حين يفشلون في اتهامهم بالتكفير، يذهبون إلى اتهامهم بالسرقة.. وحين يفشلون في اتهامهم بالعمالة، يذهبون إلى اتهامهم باستغلال الفقراء.. وحين يفشلون في هذه وتلك، يعودون لاتهامهم بحب السلطة.. إنها صناعة تشويه لا صناعة اتهامات.
3- ضرب المشروع الإسلامي الشامل
لأن الإخوان– بمنهجهم التربوي والفكري– يقدمون نموذجًا إسلاميًا قادرًا على التطبيق ويهدد بقاء الأنظمة الوظيفية.. ولأنهم حركة عالمية يصعب حصارها داخل دولة واحدة.
4- تهيئة الرأي العام لخطوات سياسية ضد المقاومة.
كل حملة على الإخوان تعني بالضرورة حملة على كل من يدعم المقاومة…
فالهجوم ليس على الجماعة كتنظيم، بل على صمود الأمة في غزة.
“صور التشويه المستخدمة في الحملة”
الحملة تعتمد على عدة مسارات موازية، يجري تفعيلها حسب الحاجة:
فبركة قصص عن سرقة أموال الزكاة رغم غياب أي دليل.
اتهام المؤسسات الخيرية بأنها واجهة لغسيل الأموال.
تشويه رموز الجماعة وإظهارهم كأثرياء فاسدين.
استخدام الصحافة الصفراء لتضخيم أخبار غير صحيحة.
توظيف أجهزة المخابرات لتسريب تقارير مجهولة المصدر.
استغلال بعض الأخطاء الفردية– إن وُجدت– لتعميمها على الجماعة.
تكثيف الهجوم عبر وسائل الإعلام المرتبطة بالصهيونية العالمية.
إظهار الإخوان كتهديد عالمي يجب التخلص منه.
هذه الصورة تُستخدم بالتناوب لأنها تستهدف تفكيك الثقة بين الجماعة وعموم الناس.
“الواجب على الجماعة فعله الآن”
لكل حملة كاذبة استجابة ذكية، وليس مجرد رد فعل غاضب. والمطلوب اليوم: تعزيز الشفافية المؤسسية.. نشر تقارير سنوية لعمل المؤسسات الخيرية، مراجعات محاسبية، لجان مستقلة… لا استجابة للخوف، بل لطمأنة الناس ولإغلاق أي باب للتشويه.
تفعيل الخطاب الشرعي– المقاصدي.. توضيح أن الصدق والأمانة والزكاة هي من ركائز الدين، وأن الجماعة بحكم منهجها الشرعي لا يمكن أن تتغاضى عن خيانة الأمانات.. ربط ذلك بآيات وأحاديث وواقع تاريخي يثبت نقاء الحركة.
إطلاق حملة إعلامية مضادة
ليس دفاعًا عن النفس فقط، بل لكشف من يقف خلف الحملة:
الصهيونية العالمية، الأنظمة الوظيفية، أجهزة الاستخبارات، شبكات الإعلام الممولة.
التأكيد على دعم المقاومة.. إعلان واضح أن برنامج دعم المقاومة مستمر ولن يتأثر بالمؤامرات، وأن الجماعة لا يمكن أن تساوم في هذا الملف.
التواصل مع القواعد والشباب.. شرح أبعاد الحملة لهم، ومنحهم الثقة والمعرفة حتى لا يلتبس عليهم الأمر، فالشباب هم خط الدفاع الأول عن الحقيقة.
تحويل الأزمة إلى فرصة. بناء نظام أقوى، ومؤسسات أكثر احترافية، واستثمار الاهتمام الجماهيري في تعزيز الثقة.
“خلاصة”
الحملة المزعومة حول سرقة أموال الزكاة ليست قضية فساد، بل معركة وعي بين مشروعين:
مشروع إسلامي مقاوم يريد تحرير الأمة واستعادة قوتها.
ومشروع صهيوني عالمي يريد ضرب كل قوة شعبية تحرّض على المقاومة وتكشف الظلم.
الإخوان– بحكم حضورهم العالمي ودورهم الثابت في دعم فلسطين– هم في قلب هذه المواجهة، ولذلك يتعرضون لكل هذا التشويه.
لكن بقدر ما تتصاعد الهجمة، تتأكد حقيقة واحدة: أن الجماعة لا تزال الرقم الأصعب في مواجهة المشروع الصهيوني، وأن محاولة إسقاطها هي محاولة لإسقاط الأمة نفسها.







