الكابينت الإسرائيلي يتجاهل بحث صفقة الأسرى والتهدئة في غزة وسط انتقادات المعارضة

عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية “الكابينت”، الثلاثاء، اجتماعًا لم يتطرق خلاله إلى المقترح المطروح للتهدئة في غزة وتبادل الأسرى، ما أثار انتقادات واسعة من المعارضة التي اتهمت الحكومة بالتقصير المتعمد.

اجتماع قصير بلا نتائج

وبخلاف الاجتماعات السابقة التي كانت تمتد لساعات طويلة حتى الفجر، استمر اجتماع الكابينت قرابة 3 ساعات فقط، حيث اقتصر على “العرض الأمني العام” دون بحث ملف الحرب على غزة أو صفقة الأسرى، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس سيعقد اجتماعًا آخر الأحد المقبل لبحث الخطط العسكرية في غزة.

مقترح الوسطاء معطل

وكانت حركة حماس قد وافقت في 18 أغسطس/ آب الجاري على مقترح قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، غير أن الحكومة الإسرائيلية تماطل في الرد منذ ذلك الوقت.

وبدلًا من التعامل بإيجابية مع المبادرة، يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي نحو إعادة احتلال قطاع غزة كاملًا، رغم تحذيرات عسكرية وسياسية داخلية من أن ذلك قد يعرّض حياة الأسرى للخطر.

غيابات وانتقادات داخلية

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فقد تغيب 5 وزراء عن الاجتماع، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، والخارجية جدعون ساعر. فيما ذكرت القناة 12 أن تقديم موعد الجلسة جاء لتمكين الوزراء من حضور حفل عشاء أقامه مجلس المستوطنات في القدس.

ونقلت الهيئة عن وزير مشارك لم تسمه قوله: “لا أفهم لماذا استُدعينا لهذه المناقشة غير الضرورية”، مضيفًا أن بعض الوزراء رأوا الاجتماع “مملًا”، فيما خرج آخرون أكثر من مرة لتناول الطعام خارج القاعة.

لابيد: وصمة عار أخلاقية

وعلق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على انفضاض الاجتماع دون بحث الصفقة، قائلا: “إنها وصمة عار أخلاقية أخرى على حكومة 7 أكتوبر”.

وأضاف في منشور عبر “إكس”: “هناك صفقة مطروحة على الطاولة يمكن أن تعيد الأسرى إلى بيوتهم وتنهي الحرب، لكن الحكومة ترفض مناقشتها”.

واقع الأسرى في الجانبين

وتقدّر تل أبيب وجود 50 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، فيما تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني يتعرضون للتعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم وفق تقارير حقوقية.

وأعلنت حماس مرارًا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، غير أن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية يواصل طرح شروط جديدة مثل نزع سلاح الفصائل، ويصر على إعادة احتلال القطاع.

إبادة مستمرة في غزة

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب الإبادة الجماعية ضد غزة، والتي أسفرت حتى الثلاثاء عن 62 ألفًا و819 قتيلًا و158 ألفًا و629 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومجاعة قتلت 303 فلسطينيين بينهم 117 طفلًا.