الحكومة السودانية تعقد أول اجتماع لها في الخرطوم منذ اندلاع الحرب.. خطوة رمزية لإعادة مؤسسات الدولة

عقد مجلس الوزراء السوداني، الثلاثاء، أول اجتماع رسمي له في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب في البلاد منتصف أبريل/ نيسان 2023، في خطوة وُصفت بأنها رمزية نحو إعادة مؤسسات الدولة إلى العاصمة.

عودة تدريجية لمؤسسات الحكم

وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن “حكومة الأمل برئاسة رئيس الوزراء كامل إدريس عقدت أول جلسة رسمية لها في الخرطوم بعد تشكيلها”، مشيرة إلى أن الاجتماع جاء بعد الإعلان عن خطة انتقال الحكومة إلى العاصمة في أكتوبر/ تشرين الأول أو نوفمبر/ تشرين الثاني المقبلين، عقب فترة طويلة من إدارة شؤون البلاد من مدينة بورتسودان شرقي السودان.

وأضافت أن هذه الجلسة تأتي “وسط ترتيبات أمنية متواصلة لضمان استقرار العاصمة بعد استعادتها من قبضة مليشيا الدعم السريع”.

مناقشة خطط وزارية وإعادة الإعمار

وناقش الاجتماع خطط مختلف الوزارات للعام الحالي، مع التركيز على خدمات المواطنين ومعاشهم وأمنهم، إضافة إلى ملفات إعادة الإعمار وتأمين العودة الطوعية للنازحين.

خلفية سياسية

وفي 31 مايو/ أيار الماضي، أدى كامل إدريس اليمين الدستورية رئيسًا لمجلس الوزراء أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي أصدر مرسومًا في 19 من الشهر ذاته بتعيينه.

الحرب في السودان

ومنذ اندلاع الحرب، أصبحت الخرطوم ساحة للمعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي سيطرت على معظم أنحاء العاصمة باستثناء مقرات عسكرية ومقر قيادة الجيش.

لكن خلال الأشهر الأخيرة، تقلصت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع بشكل متسارع لمصلحة الجيش، الذي أعلن في 21 مايو الماضي استعادة السيطرة الكاملة على الخرطوم.

حصيلة النزاع

وخلّفت الحرب منذ 15 أبريل/ نيسان 2023 أكثر من 20 ألف قتيل ونزوح ولجوء نحو 15 مليون شخص، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدّرت دراسة أجرتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا، ما يجعل النزاع أحد أعنف الصراعات في العالم حاليًا.