سوريا

الرئيس السوري أحمد الشرع: التوأمة الاقتصادية مع لبنان السبيل لإنهاء الاستقطاب السياسي

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان وتأسيس توأمة اقتصادية بين البلدين يمثلان “الحل الأمثل لإنهاء حالة الاستقطاب السياسي”، مشددًا على أن النهضة الاقتصادية هي المدخل الحقيقي للاستقرار.

تعاون اقتصادي مشترك

وخلال استقباله وفدًا إعلاميًا عربيًا في دمشق، الأحد، أوضح الشرع – وفق ما بثته وكالة الأنباء السورية “سانا” الأربعاء – أن “الموانئ في طرابلس وبيروت تشكل تاريخيًا متنفسًا لمدينتي دمشق وحمص، ويمكن عبرها إطلاق مشاريع مشتركة تخدم البلدين”.

وأشار إلى إمكانية إقامة استثمارات كبرى تشمل أنابيب النفط، وإمداد الغاز، ومعالجة أزمات الكهرباء، معتبرًا أن نجاح هذه المشاريع سينعكس إيجابًا على حياة المواطنين في البلدين، وسيساهم في تراجع الاستقطاب السياسي.

موقف من حزب الله والعلاقة مع لبنان

وفي ما يتعلق بالتوترات القديمة مع حزب الله، قال الشرع إن سوريا الجديدة “تريد بدء صفحة جديدة مع لبنان”، مضيفًا: “لقد تنازلت عن الجرح الذي سببته اعتداءات حزب الله علينا، وحاولت الوقوف على مسافة واحدة من دون إلغاء أي طرف”.

ولفت إلى أن “إيران خسرت المحور كله بخسارتها دمشق، وتسعى للعودة بطريقة أو بأخرى”، مشيرًا إلى أن بلاده تجنبت الدخول في مواجهة مع حزب الله رغم توفر الدعم الدولي لذلك بعد الإطاحة بالنظام السابق.

تجاوز الذاكرة السلبية

وشدد الرئيس السوري على ضرورة إلغاء الذاكرة السلبية في العلاقات مع لبنان، معتبرًا أن الاستثمار في الخلافات الطائفية والسياسية “أمر خاطئ”، وأن الأفضل هو التوجه نحو الاستقرار الاقتصادي الذي ينعكس على البلدين معًا.

وأضاف: “لبنان يحتاج للخروج من النزاعات السياسية في ظل التدخلات الخارجية ومحاولات فرض حلول لا يحتملها”، مشيرًا إلى أن الاستقرار الاقتصادي سيكون بمثابة الضمانة الحقيقية لوحدة لبنان واستقراره.

تحول في الخطاب السوري

وتُعد تصريحات الشرع تحولًا واضحًا في خطاب دمشق تجاه بيروت مقارنة بما كان عليه الوضع في عهد النظام المخلوع بشار الأسد، حيث كان التدخل العسكري والضغط السياسي عنوان العلاقة مع لبنان.

ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، شرعت الإدارة السورية الجديدة في إصلاحات اقتصادية وسياسية واسعة، وبسطت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث، بينها 53 عامًا من سيطرة أسرة الأسد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى