احتجاج أمام مقر مايكروسوفت بسبب تعاونها مع الجيش الإسرائيلي في حرب غزة

نظم موظفون حاليون وسابقون في شركة مايكروسوفت الأميركية، إلى جانب ناشطين ومواطنين، احتجاجًا أمام المقر الرئيسي للشركة في ولاية واشنطن، رفضًا لما وصفوه بتواطؤ الشركة مع الجيش الإسرائيلي في جرائمه المستمرة ضد الفلسطينيين بقطاع غزة.
ورفع المحتجون شعارات تطالب مايكروسوفت بقطع صلاتها مع إسرائيل، التي ترتكب إبادة جماعية في غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق تعبيرهم، إضافة إلى دفع تعويضات للفلسطينيين.
وأكدت مجموعة “لا لاستخدام آزور بالفصل العنصري” أنها تقف وراء المظاهرة، معتبرة أن مايكروسوفت توفر غطاءً تقنيًا عبر خدمات الحوسبة السحابية والبنية التحتية الرقمية التي تسهّل عمل الجيش الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة الأميركية توقيف 7 أشخاص – بينهم موظفان حاليان في مايكروسوفت – بعدما اقتحموا مكتب نائب رئيس مجلس الإدارة براد سميث، احتجاجًا على استمرار الشركة في تقديم خدماتها لإسرائيل. ويأتي ذلك بعد أسبوع واحد من اعتقال 18 شخصًا خلال احتجاج مماثل أمام المقر.
وكانت إدارة مايكروسوفت قد اعترفت في مايو/ أيار الماضي بأنها تقدم خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لكنها نفت أن تكون هذه الخدمات مستخدمة لاستهداف المدنيين.
إلا أن تحقيقًا لوكالة أسوشيتد برس في مطلع 2025 كشف أن نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لمايكروسوفت وOpenAI جرى استخدامها في برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف في غزة ولبنان.
كما أظهرت وثائق مسرّبة من الشركة أن الجيش الإسرائيلي خزن حتى يوليو/ تموز 2025 نحو 11 ألفًا و500 تيرابايت من البيانات على خوادم مايكروسوفت، معظمها في هولندا، وتشمل ما يعادل 200 مليون ساعة من تسجيلات المكالمات الهاتفية الخاصة بالفلسطينيين.
وكشف تقرير مشترك لموقع +972 وصحيفة الغارديان أن وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 استخدمت هذه البيانات في عمليات رصد وهجمات جوية وبرية أوقعت آلاف الضحايا المدنيين.
ويأتي هذا الحراك في ظل تزايد الدعوات داخل الولايات المتحدة وأوروبا لمحاسبة شركات التكنولوجيا الكبرى على دورها في دعم الاحتلال الإسرائيلي، وسط تصاعد الغضب الشعبي من حصيلة الحرب التي خلّفت أكثر من 62 ألف قتيل فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى مئات آلاف النازحين والمفقودين.