صواريخ اليمن تهز صورة إسرائيل كقوة لا تُقهر وتربك حسابات نتنياهو والغرب

في تطور اعتبره محللون منعطفاً مهماً في موازين القوى بالشرق الأوسط، تمكنت صواريخ أُطلقت من اليمن من اختراق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية وإصابة أهداف داخل إسرائيل، في حدث وُصف بأنه “ضربة رمزية” أكبر من حجم الخسائر المادية نفسها.
ويرى مراقبون أن الضربة اليمنية تمثل تحولاً استراتيجياً في معادلة الردع، إذ كسرت صورة “إسرائيل غير القابلة للمساس” التي رُوّجت لعقود بفضل مليارات الدولارات التي استثمرتها الولايات المتحدة في أنظمة دفاعية مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داود”.
ويشير خبراء إلى أن نجاح صواريخ يمنية في الوصول إلى العمق الإسرائيلي، رغم الحصار والحرب الطويلة التي أنهكت اليمن، يفتح الباب أمام قوى أخرى في المنطقة مثل “حزب الله” وإيران وحماس لإعادة حساباتها.
فالمعادلة التي طالما اعتمدت على تفوق إسرائيل التكنولوجي باتت اليوم موضع شك.
سياسياً، يمثل الحدث أزمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي بنى شرعيته لعقود على تعهداته بحماية الإسرائيليين وضمان أمنهم.
فاختراق الدفاعات الإسرائيلية يضعه في موقف حرج أمام الرأي العام الداخلي، خصوصاً مع تزايد الانتقادات بشأن إطالة أمد الحرب على غزة، وتراجع الثقة بقدرته على الوفاء بوعود “الأمن المطلق”.
أما على المستوى الدولي، فيرى محللون أن الضربة اليمنية لا تهدد إسرائيل وحدها، بل تُضعف أيضاً صورة الولايات المتحدة التي جعلت من أمن إسرائيل “ركيزة لاستراتيجيتها في الشرق الأوسط”.
ففشل الأنظمة الدفاعية الأميركية الصنع يثير تساؤلات بين حلفاء واشنطن حول جدوى الاعتماد عليها، ويمنح خصومها مثل روسيا والصين وإيران فرصة للتشكيك في “الهيمنة الأميركية” بالمنطقة.
ويصف خبراء هذه اللحظة بأنها “إعادة توزيع غير معلنة للقوة”، حيث يكتسب الطرف الأضعف زخماً رمزياً يُعيد تشكيل قواعد اللعبة.
فالمسألة لا تتعلق بحجم الدمار الذي أحدثته الصواريخ، بقدر ما تتعلق بكسر أسطورة إسرائيل كقوة لا تُخترق.