العالم العربيمصر

قصة اليوتيوبر أحمد أبو زيد.. كيف أصبح الخارج ملاذًا للمبدعين؟

أثار اليوتيوبر المصري أحمد أبو زيد، مؤسس قناة «دروس أونلاين»، موجة واسعة من الجدل بعد إعلانه استئناف نشاطه من دولة الإمارات، مؤكدًا أنه لم يهاجر بشكل نهائي من مصر، لكنه وجد في الخارج بيئة أكثر استقرارًا لصناعة المحتوى. وبينما شدد على ارتباطه ببلده، اعتبر كثيرون أن خروجه يمثل صورة من صور هجرة العقول والمواهب المصرية التي تجد نفسها مضطرة للعمل خارج الحدود.

أزمة قضائية وانفراجة بالبراءة

في ديسمبر 2024، تعرض أبو زيد لتوقيف أمني بتهمة «الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي»، بعد ضبط مبلغ يقارب 163 ألف دولار بحوزته. لكن فريق الدفاع أثبت أن الأموال مصدرها تحويلات قانونية عبر البنوك، ليصدر القضاء في مارس 2025 حكمًا نهائيًا ببراءته. هذه التجربة القاسية تركت أثرًا نفسيًا على اليوتيوبر الشاب، لكنها لم تمنعه من العودة مجددًا لمجاله.

لماذا الإمارات؟

أوضح أبو زيد أن عمله من الإمارات لا علاقة له بالقطيعة مع مصر، بل برغبة في الاستقرار العملي والمهني، في ظل بيئة تنظيمية أكثر وضوحًا من حيث الضرائب والإقامة، وسهولة التنقل. ويؤكد متابعون أن ما حدث معه يعكس مسارًا شائعًا بين المبدعين المصريين، خصوصًا بعد أن بدأت جوجل في مايو 2024 تسديد أرباح صناع المحتوى بالجنيه المصري بدلًا من الدولار، مما قلص من عوائدهم بشدة.

مصر بيئة طاردة للمبدعين

يرى مراقبون أن تجربة أحمد أبو زيد ليست حالة فردية، بل تعبير عن واقع أوسع، حيث يضطر الكثير من الشباب المبدع في مجالات الإعلام والفن والتقنية إلى مغادرة مصر بحثًا عن فرص أفضل. وباتت هذه الظاهرة تُعرف بين المتابعين بكونها «نزيفًا إبداعيًا» يهدد مستقبل الصناعات الرقمية والإبداعية في البلاد.

جدل بين «البقاء» و«الرحيل»

بينما يؤكد أبو زيد أنه سيظل مرتبطًا ببلده ولن يقطع صلته بمصر، يرى آخرون أن استمراره خارج الحدود يعكس مأزقًا أكبر: بلد لا يوفر بيئة آمنة وملائمة لمواطنيه المبدعين، بل يدفعهم دفعًا للرحيل. وهو ما فتح نقاشًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي حول السياسات الرسمية التي تحول مصر – في نظر الكثيرين – إلى بيئة طاردة للمواهب بدلًا من أن تكون حاضنة لها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى