وزير الخارجية التركي: يجب تعليق مشاركة إسرائيل في أنشطة الجمعية العامة للأمم المتحدة

حثّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الدول الإسلامية على العمل من أجل تعليق مشاركة إسرائيل في اجتماعات وأنشطة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن هذا التحرك بات ضرورة في ظل استمرار الإبادة في غزة والانتهاكات في الضفة الغربية. جاء ذلك في كلمته خلال القمة الطارئة لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، حيث شدد فيدان على أن الفلسطينيين بحاجة إلى عمل جماعي لإنهاء الجرائم الإسرائيلية. وقال: “سيركز هذا الاجتماع على ثلاث مهام عاجلة: وقف الحرب، وتشكيل رد موحد من الأمة الإسلامية، وتعبئة المجتمع الدولي”.

مجاعة واعتراف بفلسطين

أوضح فيدان أن نصف مليون شخص في غزة يواجهون جوعًا كارثيًا، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة أعلنت رسميًا دخول القطاع في مرحلة المجاعة. كما أكد أن حركة حماس قبلت خطة وقف إطلاق النار التي اقترحتها قطر ومصر، بينما “لا تزال حكومة الاحتلال تسعى إلى محو فلسطين”. وأضاف: “يجب أن نوحد جهودنا للحفاظ على زخم الاعتراف بفلسطين وتوسيعه، مع إطلاق مبادرة داخل الأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة، والنظر في تعليق عضوية إسرائيل في أعمال الجمعية العامة”.

موقف منظمة التعاون الإسلامي

وفي ختام القمة، أصدر وزراء خارجية المنظمة بيانًا حثوا فيه الدول الأعضاء على دراسة مدى توافق عضوية إسرائيل مع ميثاق الأمم المتحدة، نظرًا لانتهاكاتها الواضحة لقرارات المنظمة الدولية. وأضاف البيان أن على الدول الإسلامية تنسيق الجهود لتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. وتنص المادتان (5) و(6) من ميثاق الأمم المتحدة على أنه يجوز تعليق أو طرد أي عضو يواصل انتهاك المبادئ الواردة في الميثاق، لكن ذلك يتطلب توصية من مجلس الأمن حيث يملك الأعضاء الدائمون (ومنهم الولايات المتحدة) حق النقض (الفيتو).

سوابق تاريخية

أشار البيان والناشطون المشاركون إلى سابقة تاريخية عام 1974 ضد جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري، عندما رفضت لجنة أوراق اعتماد الأمم المتحدة أوراق اعتمادها، ثم أصدرت الجمعية العامة القرار 3207 الذي أدى إلى تعليق مشاركة جنوب أفريقيا في أعمال الجمعية العامة حتى عام 1994. ويؤكد الحقوقيون أن الإجراء ذاته يمكن تطبيقه على إسرائيل، خاصة بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية في يوليو/ تموز 2024 رأيًا استشاريًا يعلن أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية غير قانوني، وأن ممارساتها ترقى إلى الفصل العنصري (الأبارتهايد).

توصيف قانوني: أبارتايد

ذكّرت فيدان ومنظمات حقوقية بارزة مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، وبتسيلم، بأن سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين تمثل نظام فصل عنصري يخالف المادة (3) من اتفاقية القضاء على التمييز العنصري، ما يعزز قانونيًا وسياسيًا الدعوات لتعليق مشاركتها في الأمم المتحدة.