كشف الدكتور علي أيوب، المحامي بالنقض ودفاع والدة المجني عليهم، عن تفاصيل جديدة في واقعة مقتل 6 أطفال ووالدهم بقرية دلجا بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا، والتي هزّت الرأي العام بعد أن تبين تعرض الضحايا لتسمم بمادة قاتلة أُضيفت إلى الطعام.

اكتشاف المادة السامة داخل أجساد الضحايا

أوضح أيوب أنه تواصل مع الدكتورة نهاد جاد، التي أكدت أنها اكتشفت وجود المادة السامة في أجسام الضحايا. وأشار إلى أن الدكتورة مروة رمضان، الطبيبة الشرعية بمصلحة الطب الشرعي بالمنيا، وأثناء فحصها لحالات الوفاة تحت إشراف الدكتور محمد إسماعيل عبدالحافظ أستاذ السموم والمشرف على علاج المصابين، لاحظت بعد وفاة الحالة الرابعة أعراضًا متشابهة تمثلت في التهاب سحائي، ارتفاع شديد في درجة الحرارة، واضطراب الوعي، وهي نفس الأعراض التي ظهرت على الحالات السابقة.

وأضاف أن الدكتورة مروة تواصلت مع الدكتورة نهاد جاد فور وصول الحالة الخامسة، الطفلة فرحة – التي توفيت لاحقًا – وطلبت إجراء أشعة رنين على المخ، ليتم اكتشاف مادة سامة سائلة بيضاء عديمة اللون والرائحة تُعرف طبيًا باسم وندر أو شالينجر، وهي مادة غير مدرجة في المراجع الطبية الخاصة بالسموم، وتُستخدم كمبيد للقضاء على الحشرات في محاصيل الموالح ومكافحة النمل الأبيض.

آثار مدمرة على المخ والنخاع الشوكي

أشارت جاد – بحسب أيوب – إلى أن هذه المادة تستهدف المخ بشكل مباشر، حيث تؤدي إلى تآكل المادة البيضاء للمخ والنخاع الشوكي، وهو ما يُعد علامة مميزة جدًا لأثرها القاتل. وأضافت أن فترة حضانة السم تتراوح بين 4 إلى 7 أيام، وأن شدة السمية تتأثر بعوامل مثل درجة الحرارة ووزن الأطفال وحالتهم المناعية.

اجتماع عاجل بوزارة الصحة

وبيّن أيوب أنه بعد اكتشاف خطورة الحالات، عُقد اجتماع رسمي في وزارة الصحة بحضور نائب وزير الصحة، ومدير عام الطب الوقائي، ولجنة من أطباء السموم بجامعات عين شمس والقاهرة وأسيوط والمنيا.
وخلال الفحوصات التي أُجريت للحالة الخامسة ووالدها، تبيّن وجود تآكل في المادة البيضاء للمخ والنخاع الشوكي، كما أثبتت تحاليل الدم والمخ وجود بقايا من المادة السامة.

اتهام زوجة الأب الثانية

أكدت نتائج التحقيقات التي تابعتها النيابة العامة، وبناءً على تقارير الطب الشرعي، أن زوجة الأب الثانية هي من أقدمت على استخدام المادة السامة في الخبز الذي تناولته الأسرة، ما أدى إلى وفاة الأطفال الستة ووالدهم.

مطالبة بالقصاص العادل

وشدد الدكتور علي أيوب، المحامي بالنقض ودفاع والدة المجني عليهم، على أن ما جرى يمثل جريمة قتل بشعة، مطالبًا النيابة العامة الموقرة بسرعة الانتهاء من التحقيقات وإحالة القضية إلى محكمة جنايات المنيا، من أجل تحقيق القصاص العادل.