العالم العربيفلسطين

انقسامات داخلية في إسرائيل حول خطة “عربات جدعون 2” وسط تحذيرات أمنية وانتقادات دولية

كشفت صحيفة هآرتس العبرية أن اجتماع المجلس الوزاري الأمني (الكابينت) الذي عُقد مساء الأحد واستمر حتى فجر الاثنين، اتسم هذه المرة بمناقشة الاستراتيجيات الكبرى بدلًا من التفاصيل التكتيكية، وسط خلافات عميقة بين المؤسسة الأمنية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن العملية العسكرية الجديدة المسماة “عربات جدعون 2”.

موقف الأجهزة الأمنية

وبحسب تقرير المحلل العسكري عاموس هرئيل، فقد أبدى قادة الجيش والموساد والشاباك موقفًا موحدًا مؤيدًا لصفقة جزئية لتبادل الأسرى، محذرين من أن احتلال مدينة غزة سيكلف إسرائيل أثمانًا باهظة دون إسقاط حركة حماس.

رئيس الأركان إيال زامير نبه إلى أن العملية قد تستمر عامًا كاملًا على الأقل، وأن إسرائيل “غير مستعدة لإدارة حكومة عسكرية في غزة”، محذرًا من مخاطر تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية وفتح جبهة ثانية.

مواقف وزراء الليكود والمعارضة الداخلية

ولم تقتصر التحفظات على المؤسسة الأمنية، إذ طرح وزراء من الليكود مثل جدعون ساعر وجيلا جمليئيل وديفيد أمسالم وياريف ليفين أسئلة صعبة على نتنياهو، معربين عن القلق من تحول غزة إلى “فيتنام إسرائيل”، ومن التدهور الحاد في مكانة إسرائيل الدولية.

نتنياهو يتمسك بدعم ترامب

رغم هذا الإجماع الأمني والسياسي الجزئي، أصر نتنياهو على رفض الصفقة الجزئية، مبررًا ذلك بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعده بدعم العملية العسكرية إذا تم تنفيذها بسرعة.

ووصف نتنياهو أي قبول بصفقة جزئية بأنه “خضوع لحماس”، معتبرًا أن “اختطافها لمواطنين إسرائيليين لا يمكن أن ينتهي بصفقة تبقيها واقفة على قدميها”.

خلافات مع قادة اليمين المتطرف

خلال الاجتماع، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بالتصويت ضد الصفقة، فيما هاجمت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك رئيس الأركان زامير، متهمة إياه بالجبن.

ورد الأخير بأن “الجيش لا يطيع بشكل أعمى قرارات سياسية خاطئة”، مؤكدا أن النتائج ستكون كارثية على إسرائيل دوليًا.

خطة أميركية مثيرة للجدل

التقرير تطرق كذلك إلى ما نشرته صحيفة واشنطن بوست حول خطة أميركية أعدتها إدارة ترامب، تتضمن وضع غزة تحت وصاية أميركية لعشر سنوات، مع تهجير سكانها أو حشرهم في “جيوب صغيرة”، وتحويل القطاع إلى “ريفييرا سياحية”.

ووصف هرئيل الخطة بأنها “تطهير عرقي متكلف”، محذرًا من أنها قد تجر أزمة خطيرة مع مصر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى