سوريا تستأنف تصدير النفط الخام عبر ميناء طرطوس بعد انقطاع دام سنوات
أعلنت وزارة الطاقة السورية، الاثنين، استئناف تصدير النفط الثقيل الخام من مصب ميناء طرطوس غربي البلاد، للمرة الأولى منذ سنوات، في خطوة وُصفت بأنها “مفصلية” لإعادة تنشيط قطاع الطاقة.
وقالت الوزارة في بيان عبر قناتها على تلغرام:
“تم اليوم تصدير 600 ألف برميل من النفط الثقيل من المصب النفطي في طرطوس على متن الناقلة نيسوس كريستيانا لصالح شركة بي سيرف إنرجي“.
وأوضحت أن العملية تأتي “في إطار التوجيهات الحكومية وخطط الإدارة العامة للنفط لتعزيز حضور سوريا في الأسواق النفطية الخارجية”، مؤكدة أن عمليات تصدير لاحقة ستتم خلال الفترة المقبلة.
عودة تدريجية للتصدير
وتُعد هذه أول عملية لتصدير الخام منذ سنوات، بعدما اقتصرت الصادرات سابقًا على مشتقات نفطية مكررة.
ففي يونيو/حزيران الماضي، استأنفت سوريا تصدير منتجات نفطية من مصفاة بانياس التابعة لمحافظة طرطوس، عبر شحنة أولية بلغت 30 ألف طن متري.
خلفية وأهمية
- يُعتبر ميناء بانياس وطرطوس من أهم المرافئ الاستراتيجية لقطاع الطاقة في سوريا، حيث يضمان أكبر مصفاة نفطية وميناءً متخصصًا باستيراد وتصدير الخام.
- قبل 2011، كان النفط يشكل 20% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ونصف صادراتها، وأكثر من 50% من الإيرادات العامة.
- بلغ الإنتاج نحو 390 ألف برميل يوميًا قبل الحرب، لكنه تراجع إلى نحو 40 ألف برميل يوميًا فقط عام 2023.
تحولات سياسية واقتصادية
وكانت سوريا تعتمد خلال السنوات الماضية على إمدادات نفطية إيرانية، خصوصًا لتوليد الكهرباء.
غير أن هذه الإمدادات توقفت منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، حين سيطرت الفصائل السورية على البلاد منهيةً 61 عامًا من حكم حزب البعث، بينها 53 عامًا لأسرة الأسد.
وبينت وزارة الطاقة أن استئناف التصدير يشكل خطوة لتعزيز التعاون مع شركات عالمية، وإعادة إدماج النفط السوري في الأسواق الدولية بعد سنوات من الانقطاع والعقوبات.
