العالم العربيمقالات وآراء

ماهر المذيوب: التونسيون في الخارج شريان حياة وأمل استراتيجي لإنقاذ تونس

ماهر المذيوب، عضو مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية عن دائرة الدول العربية وبقية دول العالم، ومساعد رئيس المجلس للفترة النيابية 2019–2024، دعا في مستهل السنة السياسية الجديدة إلى مراجعة وطنية شاملة لمكانة التونسيين بالخارج، وتفعيل طاقاتهم في إنقاذ الاقتصاد الوطني وبناء مقاومة شاملة في وجه الانهيار السياسي والاجتماعي.
وأكد المذيوب أن الجالية التونسية في الخارج، التي تُقدّر بـ2 مليون مواطن، تُساهم بـ2.5 مليار دولار سنويًا في دعم موازنة الدولة، مشيرًا إلى أن تونس مدعوة إلى تحويل هذا الرقم إلى 5 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2030، عبر رعاية ممنهجة، وسياسات مدروسة، ونظرة احترام وتقدير لهذه الشريحة الوطنية الحيوية.

صورة التونسي بالخارج يجب أن تتغير

شدد المذيوب على ضرورة تغيير النظرة النمطية للتونسي بالخارج، مؤكدًا أنه ليس مجرد مغترب بل “مواطن كامل الأهلية الوطنية”، و”رجل أعمال حقيقي”.
ودعا إلى إعداد مجلة قانونية خاصة بالتونسيين بالخارج، تنظم حقوقهم وواجباتهم وتمنحهم الامتيازات المستحقة، على أن يُفتتح نصها الأول بـ:

“الاحترام كل الاحترام لكل مواطن تونسي، في الداخل أو الخارج.”

ليسوا شعبًا رحّالًا… لكنهم يصوّتون كل شهر لوطنهم

قال المذيوب إن التونسيين ليسوا تقليديًا شعب هجرة، لكن من هم بالخارج أثبتوا التزامًا وطنيًا عاليًا، خصوصًا في دعم عائلاتهم ومساعدة بلادهم في الأزمات، وآخرها جائحة كورونا.
وأضاف:

“التونسيون بالخارج يصوّتون كل نهاية شهر لاستقرار بلدهم ولدعم موازنات عائلاتهم. وهم الأمل الوحيد لديمومة الصناديق الاجتماعية اليوم.”

فرص استثمارية في الهوية التربوية والثقافية

أكد المذيوب أن هناك فرصًا كبرى أمام التونسيين بالخارج في الاستثمار في الهوية الثقافية والتربوية، خاصة عبر تأسيس مدارس تونسية خاصة في المهجر، وتطوير قطاع الأغذية التقليدية التونسية كصناعة تصديرية راقية.

الإعلام الخارجي كجسر بين الداخل والشتات

دعا المذيوب إلى توسيع وتطوير قنوات مثل الزيتونة الغراء والبلاغ الرقمية، لتكون منابر تعبّر عن صوت التونسيين بالخارج وتربطهم بالداخل، مؤكدًا أن الإعلام هو أداة حيوية لتعزيز الوطنية العابرة للحدود.

منظمات المجتمع المدني والاندماج الذكي

أشاد المذيوب بدور منظمات المجتمع المدني التونسي بالخارج في مقاومة الديكتاتورية سابقًا، داعيًا إلى استعادة هذا الدور التاريخي، خاصة من خلال المساهمة في إنتاج قيادات جديدة مؤثرة في بلدان الإقامة.

المعركة اليوم بيد أحرار الخارج

اختتم المذيوب مقاله بالتأكيد على أن التونسيين بالخارج مطالبون اليوم بأداء وظيفة مضاعفة في مقاومة الاستبداد والتدهور، قائلًا:

“السياسة لا تعرف الإجازات. لا ننتظر المهدي المنتظر. على الأحرار مغادرة ‘كيتوهات’ اللايفات والواتساب، والانتصار لتونس الحرة، وللحريات، ولا شيء غير ذلك.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى