زلزال أفغانستان.. كارثة إنسانية تعمّق جراح بلدٍ مثقل بالأزمات

شهدت أفغانستان واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث بعدما ضرب زلزال مدمر شرق البلاد بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص وإصابة ما يقارب 3000 آخرين، وسط مخاوف من ارتفاع الحصيلة مع استمرار عمليات البحث تحت الأنقاض.
الزلزال دمّر آلاف المنازل في ولايات كونار وننغرهار ولغمان ونورستان، حيث تحولت قرى بأكملها إلى ركام، في وقتٍ تكافح فيه فرق الإنقاذ للوصول إلى المناطق الجبلية الوعرة التي قطعت الانهيارات الأرضية طرقها الرئيسية.
المشافي المحلية، التي تعاني أصلًا من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات، أعلنت عجزها عن استقبال الأعداد المتزايدة من المصابين، فيما لجأت السلطات إلى استخدام المروحيات العسكرية لنقل الحالات الحرجة.
الهلال الأحمر الأفغاني أكد أن الحاجة ماسة لمساعدات عاجلة تشمل خيامًا وأغذية وأدوية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية وانتشار الأوبئة.
على الصعيد الدولي، سارعت دول عدة مثل الصين والهند والإمارات وبريطانيا إلى الإعلان عن إرسال مساعدات إنسانية عاجلة، كما تحركت منظمات أممية كاليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الدعم الطبي والإغاثي.
غير أن العقبات اللوجستية وصعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة تبطئ وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها.
هذه الكارثة تأتي في وقت تعاني فيه أفغانستان من أوضاع اقتصادية متدهورة وعزلة سياسية خانقة بعد عودة طالبان إلى الحكم، ما يجعل الاستجابة الدولية أكثر تعقيدًا.
ومع اتساع رقعة الدمار وتزايد أعداد المشردين، تبدو البلاد على أعتاب أزمة إنسانية طويلة الأمد قد تتجاوز آثارها حدود الزلزال نفسه، لتكشف هشاشة البنية التحتية وضعف قدرات الدولة في مواجهة الكوارث الطبيعية.