ترامب: نفوذ اللوبي الإسرائيلي يتراجع.. وانقسام أمريكي متزايد حول حرب غزة

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الكونغرس لم يعد كما كان قبل عقدين من الزمن، مشيراً إلى أن الدعم “المطلق” الذي اعتادت إسرائيل الحصول عليه بدأ يتآكل بشكل ملحوظ، خاصة في أوساط الجمهوريين الشباب.
وجاءت تصريحات ترامب في مقابلة مطولة مع صحيفة “ديلي كولر” داخل المكتب البيضاوي، حيث تطرق إلى تراجع التأييد الشعبي والسياسي لإسرائيل، خصوصًا مع استمرار حربها على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
استطلاعات الرأي: صورة إسرائيل تتراجع
استشهد ترامب باستطلاع حديث لمركز “بيو” للأبحاث (مارس/آذار 2025) أظهر أن 53% من الأمريكيين لديهم نظرة غير إيجابية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ42% فقط عام 2022.
كما كشف الاستطلاع أن نصف الجمهوريين تحت سن الخمسين ينظرون لإسرائيل بسلبية، بعد أن كانت النسبة 35% قبل عامين، في مؤشر على تحول كبير في القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري.
وقال ترامب: “قبل 20 عاماً، كان اللوبي الإسرائيلي الأقوى في الكونغرس بلا منافس، أقوى من أي شركة أو دولة أخرى. أما اليوم فلم يعد بتلك القوة، وهذا أمر مدهش”.
أصوات معارضة داخل الكونغرس
أوضح ترامب أن تغيّر المشهد السياسي يعود إلى بروز شخصيات بارزة في الكونغرس مثل ألكساندريا أوكاسيو كورتيز ورفيقاتها في “السكواد”، اللواتي قلن بوضوح إن سياسات إسرائيل يجب محاسبتها.
وأضاف: “هذه الأصوات غيّرت المعادلة داخل الحزب الديمقراطي، وحتى داخل الحزب الجمهوري بدأنا نسمع لهجات غير مألوفة”.
وكمثال على ذلك، وصفت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية”، وهو توصيف غير مسبوق من عضو جمهوري بارز.
ترامب: إسرائيل تخسر معركة العلاقات العامة
رغم تأكيده على أن إسرائيل ما زالت تحقق مكاسب عسكرية، قال ترامب إن تل أبيب “تخسر معركة العلاقات العامة على الصعيد الدولي”.
وأضاف أن أحداث 7 أكتوبر 2023 كانت “يوماً فظيعاً”، لكنه استغرب سرعة “نسيانها” في الخطاب العام العالمي، لصالح التركيز على الكارثة الإنسانية في غزة.
تصاعد الانقسام داخل الحزبين
- داخل الحزب الجمهوري: برزت أصوات مثل ستيف بانون المستشار السابق لترامب، الذي وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “غير جدير بالثقة”.
- داخل الحزب الديمقراطي: أصدر ستة من كبار أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بياناً في يوليو/تموز، دعوا فيه إدارة ترامب إلى الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية.
البيان تضمن خمس مطالب رئيسية، منها:
- التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن الإفراج عن الرهائن.
- زيادة فورية للمساعدات الإنسانية وتوزيعها عبر الأمم المتحدة.
- إصلاح أو إغلاق “صندوق غزة الإنساني”.
- وضع خطة “اليوم التالي” لقطاع غزة بعيداً عن حكم حماس والضم الإسرائيلي.
- بلورة إطار عملي لحل الدولتين.
معركة الأسلحة في الكونغرس
في أوائل أغسطس، صوّت مجلس الشيوخ على مشروعي قرار قدّمهما السيناتور التقدمي بيرني ساندرز لوقف مبيعات أسلحة أمريكية إلى إسرائيل، أحدهما بقيمة 676 مليون دولار يشمل قنابل شديدة الانفجار.
ورغم رفض المشروعين بأغلبية 70 صوتًا مقابل 27، إلا أن عدد المؤيدين ارتفع بشكل ملحوظ، إذ أيّد 27 سيناتورًا القرار، مقارنة بـ15 فقط في تصويت مماثل قبل أشهر، ما يعكس تصاعد الغضب داخل الحزب الديمقراطي من سياسات نتنياهو.
دلالات سياسية
- تصريحات ترامب تكشف أن التأييد غير المشروط لإسرائيل لم يعد مسلّماً به في السياسة الأمريكية.
- الحرب على غزة فجّرت انقسامات داخل الحزبين، لكنها أكثر وضوحًا داخل الديمقراطيين.
- الانقسام يعكس ضغطًا شعبيًا متزايدًا، خاصة بين الأجيال الشابة، ما قد يؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة المقبلة.