نتنياهو يدرس تقصير مدة الحرب على غزة خشية فقدان الدعم الأمريكي

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس تقليص مدة الحرب على قطاع غزة خوفًا من تراجع الدعم الأمريكي، مؤكدة أن مقربين منه أبلغوا وزراء في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بأنه “يفكّر في تقصير جداول زمن الحرب عن المخطط له”.
وبحسب المصادر، أوضح نتنياهو في اجتماعات الكابينت أن “دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل قائم، لكنه ليس بلا حدود”، مشددًا على ضرورة قراءة الموقف الأمريكي بحذر، خاصة في ظل خلافات داخلية بشأن أهداف الحرب.
وكان ترامب قد صرّح قبل أيام في مكتبه للصحفيين أنه “على تواصل دائم مع نتنياهو بخصوص الحرب”، متوقعًا أن تشهد غزة “نهاية حاسمة للحرب خلال أسبوعين أو ثلاثة”، مضيفًا: “لا يجوز أن ننسى السابع من أكتوبر، لكن يجب إنهاء هذا الأمر”.
وفي المقابل، نقلت صحيفة “ذا أتلانتيك” الأمريكية في يوليو/تموز عن مصادر في واشنطن قولها إن ترامب وبعض مساعديه يعتقدون أن نتنياهو “يُطيل أمد الحرب في غزة لدوافع سياسية مرتبطة ببقائه في السلطة”، وهو ما نفاه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي واعتبره “أخبارًا كاذبة”.
فشل عمليات الاحتلال السابقة
تزامن ذلك مع تسريبات عن وثيقة سرية للجيش الإسرائيلي كشفتها القناة 12 العبرية، أقرت بفشل عملية “عربات جدعون” (مايو–أغسطس 2025) في تحقيق أهدافها المعلنة، وعلى رأسها “إخضاع حركة حماس” وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة.
ورغم هذه الخلاصة، عقد الكابينت الإسرائيلي، الأحد، اجتماعًا مطولًا لبحث خطة “عربات جدعون 2” التي تستهدف احتلال مدينة غزة، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا من تداعياتها الميدانية والإنسانية.
وبحسب صحيفة “معاريف” العبرية، تستعد إسرائيل لبدء تجنيد نحو 60 ألف جندي احتياط للمشاركة في العملية.
مخاوف دولية
وتواجه هذه الخطط انتقادات وتحذيرات دولية من أن تؤدي إلى تدمير كامل لمدينة غزة وتهجير سكانها، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، في ظل تفاقم المجاعة وانهيار البنية التحتية الصحية والإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل –بدعم أمريكي– حرب إبادة على غزة خلّفت حتى الآن أكثر من 63 ألفًا و557 قتيلًا، و160 ألفًا و660 مصابًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، فضلا عن المجاعة التي حصدت أرواح 348 فلسطينيًا بينهم 127 طفلًا.