العالم العربيفلسطين

وثيقة إسرائيلية مسرّبة تكشف فشل “عربات جدعون 2” وتقرّ بأن حماس لم تُهزم

كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، الثلاثاء، عن وثيقة داخلية موقّعة من العميد احتياط غاي حازوت، رئيس منظومة التعلّم في سلاح البر الإسرائيلي، تُظهر اعترافاً صريحاً بفشل الإستراتيجية العسكرية المتبعة في عدوان “عربات جدعون 2” على قطاع غزة، مؤكدة أن الخطوات الأساسية لتحقيق “الحسم” لم تُنفذ على الأرض.

غياب خطوات “حاسمة”

توضح الوثيقة أن الجيش الإسرائيلي لم يفرض حصاراً كاملاً على غزة، ولم يعزل حركة حماس عن المدنيين.

ولم ينجح في قطع خطوط الإمداد، وهي إجراءات تعتبر – وفقاً للوثيقة – شرطاً لازماً لتحقيق النصر على تنظيمات تقاتل وفق أسلوب “حرب العصابات”.

وأضافت أن الإستراتيجية المتبعة تتناقض مع التجارب السابقة ومع المنطق العملياتي ذاته.

نقد لاذع للقيادة العسكرية والسياسية

بحسب العميد حازوت، “إسرائيل ارتكبت كل خطأ ممكن”، إذ دخلت الحرب دون بُعد زمني محدد، وأنهكت قواتها ببطء العمليات، وأعطت الأولوية للحفاظ على الجنود على حساب جوهر المهمة.

وأشار إلى أن غياب إدارة فعّالة للموارد أتاح لحماس التمسك بمواردها الأساسية، بينما فقدت إسرائيل رصيدها الدولي.

وأكدت الوثيقة أن حماس لم تُهزم لا عسكرياً ولا سياسياً، وأن المحتجزين الإسرائيليين لم يُستعادوا لا بصفقات تبادل ولا عبر عمليات عسكرية، وهو ما يُناقض تصريحات رئيس الأركان إيال زامير بأن العملية “حققت أهدافها”.

حرب استنزاف على طريقة “فيتنام”

تقول الوثيقة إن اعتماد إسرائيل على “منطق الردع بدلاً من الحسم” سمح لحماس باستغلال الموقف لصالحها، بينما انهار “المنطق العملياتي للمناورة” بسبب العمل في مناطق سبق اجتياحها مراراً، وانعدام التركيز على نقاط الثقل، فضلاً عن البطء في وتيرة العمليات.

كما حذّرت من أن غزة قد تتحول إلى “مستنقع استنزاف طويل”، شبيه بالتجربة الأمريكية في فيتنام.

إنجازات جزئية مزعومة

رغم الطابع النقدي الحاد، أشارت الوثيقة إلى ما اعتبرته “إنجازات ميدانية”، مثل تدمير بنى تحتية لحماس في المنطقة العازلة، وتصفية بعض قياداتها، بينهم استهداف مباشر ليحيى السنوار، فضلاً عن استرجاع جثامين عدد من المحتجزين. لكنها أقرت بأن هذه الإنجازات لم تغيّر جوهر المعادلة.

رد المؤسسة العسكرية

عقب تسريب الوثيقة، قال مسؤولون كبار في جيش الاحتلال إن “الجيش يشجع النقاش النقدي”، لكنهم أكدوا أن مضمون الورقة لا يمثل الموقف الرسمي للجيش.

وأوضحوا أن قائد القوات البرية استجوب العميد حازوت، كون الوثيقة “لم تُكتب بتفويض رسمي”، وأنها مجرد رأي شخصي. في المقابل، شددوا على أن “عربات جدعون” زادت الضغط العسكري على حماس ووسعت السيطرة الإسرائيلية على معظم مساحة القطاع.

سياق أوسع

تأتي هذه التسريبات في وقت تخطط فيه حكومة بنيامين نتنياهو لتوسيع العملية العسكرية باحتلال مدينة غزة بالكامل، وسط تحذيرات داخلية وخارجية من أن ذلك قد يؤدي إلى استنزاف طويل الأمد وتفاقم الكارثة الإنسانية، فيما تتواصل الإبادة التي خلّفت أكثر من 63 ألف شهيد، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى المجاعة والدمار الشامل في القطاع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى