تقرير: عام دراسي جديد… وغزة بلا مدارس

بينما يتهيأ ملايين الأطفال حول العالم للعودة إلى مقاعد الدراسة مع بداية العام الدراسي الجديد، يجد أطفال قطاع غزة أنفسهم للعام الثالث على التوالي محرومين من حق التعليم بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
في غزة، تحولت المدارس إلى ركام أو ملاجئ للنازحين قسرا، ليجد نحو 785 ألف طالب وطالبة أنفسهم بلا صفوف ولا كتب ولا معلمين.
الطفلة جوري مهنا (9 أعوام) تحتفظ بعلبة أقلام في حقيبتها الصغيرة، لم تستخدمها منذ أكثر من عامين، وتحلم بالعودة إلى اللوح والكتابة من جديد.
والدتها حاولت إدخالها في منظومة للتعليم الإلكتروني، لكن النزوح المتكرر وانقطاع الكهرباء والإنترنت جعل الأمر شبه مستحيل.
الأمم المتحدة حذرت عبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من أن مليون طفل في غزة بلا تعليم ويعانون من صدمة نفسية عميقة.
وفي المقابل، تشير إحصاءات وزارة الصحة إلى أن الإبادة الإسرائيلية خلّفت أكثر من 63 ألف شهيد و160 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى مجاعة أزهقت أرواح المئات بينهم عشرات الأطفال.
الحرمان من التعليم لا يقتصر على الصغار وحدهم، بل يشمل جميع المراحل الدراسية. محمود أبو دف (18 عاما) كان على وشك اجتياز الثانوية العامة، لكنه يقول إن العامين الأخيرين ضيّعا مستقبله الدراسي بالكامل.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أكد أن الاحتلال دمّر 95% من البنية التعليمية، حيث تم استهداف 662 مبنى مدرسيا بشكل مباشر، وتضررت مئات المدارس والجامعات الأخرى جزئيا أو كليا.
وأوضح أن العدوان لم يكتفِ بتدمير الحجر، بل امتد ليستهدف البشر، إذ استشهد أكثر من 13,500 طالب و830 معلما و193 أكاديميا وباحثا.
هذه الأرقام، كما يقول الثوابتة، تكشف أن ما يجري “ليس أضرارا جانبية” بل استهداف ممنهج للحق في التعليم يرقى إلى “إبادة ثقافية وتعليمية”.
ودعا إلى تحرك دولي عاجل لوقف ما وصفه بجريمة ممنهجة تقوّض مستقبل أجيال بأكملها في غزة.
منظمات حقوقية، بينها “هيومن رايتس ووتش”، أكدت أن إعادة إعمار المدارس المدمرة سيحتاج سنوات وموارد هائلة، وهو ما يعني أن حرمان الأطفال من التعليم قد يستمر لسنوات طويلة مقبلة، ما لم يتوقف العدوان ويتم ضمان حق الفلسطينيين في التعليم والحياة الكريمة.