العالم العربيفلسطين

الغزيون يتحدون القصف ويرفضون النزوح: “نموت بكرامة في بيوتنا”

لم يعد القصف والدمار في غزة خبرًا استثنائيًا، بل تحول إلى جزء من يوميات السكان المحاصرين بالموت من الجهات الأربع. ورغم ذلك، يكشف الواقع عن صمود غير متوقع؛ إذ يرفض كثير من الأهالي النزوح عن منازلهم، مفضلين البقاء في الأحياء المهددة بالإبادة.

قصة عناد وسط الركام

بين الركام والأنقاض، يصر الغزيون على التمسك ببيوتهم، يعودون إليها كلما سنحت الفرصة ولو لساعات لتفقدها أو استنشاق “رائحة الطمأنينة المؤقتة”.
الخمسيني محمد الهسي، من سكان جباليا النزلة، اضطر لمغادرة منزله بعد اقتراب العربات المتفجرة (ريبوتات) وسط قصف عنيف. ويقول إن “عشرات استشهدوا لأنهم رفضوا النزوح”، مؤكدًا أن بقاءهم في منازلهم “شكل من أشكال المقاومة”.

سياسة تهجير قسري

ويؤكد الهسي أن ما يجري هو “عملية ممنهجة لتدمير الأحياء السكنية ودفع السكان قسرًا نحو الجنوب”، مشددًا على أن كثيرين يفضلون النزوح نحو غرب المدينة بدلًا من الانصياع لمطالب قوات الاحتلال بالتوجه جنوبًا.
ويضيف: “نحن هنا لنموت بكرامة في شمال القطاع، ولن نغادر مهما كانت الظروف. الأرض لنا والمنازل لنا، وإذا خرجنا، فإننا نمنح الاحتلال ما يريد”.

القصف لا يرحم

في منطقة أبو اسكندر، يروي المواطن خالد الأسود كيف تحولت منطقته إلى “ساحة معركة حقيقية”، حيث القصف المتواصل والانفجارات التي تهز الأرض.
ويقول: “قبل أيام، ألقت طائرات كواد كابتر قنابل متفجرة على المارة، فاستشهد أربعة مواطنين وأصيب العشرات بجراح خطيرة. الاستهداف بلا تمييز، حتى الأطفال والنساء”.
ويشدد على أن سكان غزة يوجهون دعوة متجددة لبعضهم البعض: “الثبات وعدم المغادرة، رفضًا للمخطط الإسرائيلي لتفريغ المدينة من أهلها”.

استخدام العربات المتفجرة

ومنذ أسبوعين، تنفذ قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة شمال مدينة غزة، خاصة في جباليا البلد، النزلة، وأبو اسكندر. وتستخدم فيها أسلحة متطورة أبرزها العربات المتفجرة المحملة بأكثر من 7 أطنان من المتفجرات، والتي تُفجَّر وسط المناطق السكنية مسببة دمارًا هائلًا وهدمًا شبه كامل للمنازل.

حصيلة الإبادة الجماعية

وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن 63 ألفًا و746 شهيدًا و161 ألفًا و245 جريحًا، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. كما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري وسط دمار شامل ومجاعة أودت بحياة المئات، بينهم عشرات الأطفال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى