العالم العربيفلسطين

فلسطين تدعو اليونسكو لحماية المسجد الإبراهيمي من الانتهاكات الإسرائيلية

دعت فلسطين، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى التدخل العاجل لحماية المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، من الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة.

وجاءت الدعوة في بيان لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الوطنية للتراث المادي وغير المادي، علي زيدان أبو زهري، عقب عقد مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية مؤتمرًا داخل ساحات المسجد.

تحذيرات من تهويد المقدسات

وأكد أبو زهري أن “عقد المؤتمر الاستيطاني في باحات الحرم الإبراهيمي يشكل تعدياً صارخاً على الموروث الحضاري والديني للشعب الفلسطيني، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم”.

وشدد على أن الانتهاكات المتكررة التي يشارك فيها وزراء من حكومة الاحتلال “تأتي في إطار سياسة ممنهجة لتهويد المقدسات وطمس الهوية التاريخية الفلسطينية“، محملًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات ما وصفه بـ”التصعيد الخطير الذي يستهدف تحويل الصراع إلى طابع ديني مفتوح”.

دعوة لتحرك دولي

وطالب أبو زهري المجتمع الدولي، وخاصة اليونسكو، بـ”التحرك الفوري بخطوات عملية على الأرض لحماية الحرم الإبراهيمي والمقدسات الإسلامية والمسيحية”، وفرض إجراءات رادعة ضد منظومة الاستعمار، لكون الحرم مسجلًا على قائمة التراث العالمي للمنظمة.

وأضاف أن “التراث الفلسطيني المادي وغير المادي جزء أصيل من الهوية الإنسانية العالمية، ويستوجب حماية دولية جادة تضع حدًا لمحاولات الاحتلال الرامية إلى تغييب التاريخ وتشويه الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني”.

مؤتمر استيطاني بمشاركة وزراء إسرائيليين

وشهدت باحات المسجد الإبراهيمي، الأربعاء، مؤتمرًا استيطانيًا شارك فيه وزراء إسرائيليون، بينهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، إحياءً لذكرى تأسيس حركة “غوش أمونيم” الاستعمارية.

خلفية تاريخية

يُذكر أن لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو أعلنت في يوليو/ تموز 2017 المسجد الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا. ويقع المسجد في البلدة القديمة من الخليل، حيث يعيش نحو 400 مستوطن تحت حماية 1500 جندي إسرائيلي.

وفي عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد الإبراهيمي بواقع 63 بالمئة لليهود تضم غرفة الأذان، مقابل 37 بالمئة للمسلمين، وذلك عقب المذبحة التي ارتكبها المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين، وأسفرت عن مقتل 29 مصليًا فلسطينيًا.

السياق الأوسع

وبالتوازي مع الإبادة في غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ما لا يقل عن 1017 فلسطينيًا وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفًا و500، وفق بيانات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي وغربي، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة أسفرت عن استشهاد 63 ألفًا و746 فلسطينيًا وإصابة 161 ألفًا و245 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، وتفاقم المجاعة التي قتلت 367 شخصًا بينهم 131 طفلًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى