دعت لجنة وزارية عربية، الخميس، إلى حشد “موقف دولي فاعل” لمواجهة محاولات إسرائيل تغيير الوضع التاريخي والقانوني في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، وذلك في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات المتصاعدة.

اجتماع القاهرة برئاسة الأردن

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع العاشر للجنة العربية الوزارية المكلفة بالتحرك الدولي ضد السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس، والذي انعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة، عشية انعقاد الدورة العادية الـ164 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري.

وترأس الاجتماع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بمشاركة العراق بصفته رئيس القمة العربية الحالية، وفلسطين، إلى جانب الجزائر والصومال كأعضاء في مجلس الأمن، ووزراء خارجية كل من السعودية وقطر ومصر والمغرب وتونس، إضافة إلى الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.

رفض محاولات التهويد

الصفدي استعرض خلال الاجتماع مستجدات الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، فيما أكد البيان رفض أعضاء اللجنة لجميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الطابع التاريخي والديني والديموغرافي للمدينة.
وشددوا على أن “القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، ولا سيادة لإسرائيل على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”.

انتهاكات متصاعدة

أدان البيان “التصعيد غير المسبوق في اقتحامات الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف”، واعتبر تصريحاتهم “عنصرية وتحريضية”.
وأشار إلى القيود التعسفية التي يفرضها الاحتلال للحد من وصول المصلين المسلمين إلى الأقصى، مثل الإغلاقات المتكررة، الحواجز العشوائية، والقيود العمرية، خاصة في شهر رمضان وأيام الجمع والمناسبات الدينية.

استهداف الوجود المسيحي في القدس

كما رفض أعضاء اللجنة الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد الوجود المسيحي في المدينة، بما في ذلك قرار الاحتلال في أغسطس/ آب الماضي تجميد الحسابات البنكية لبطريركية الروم الأرثوذكسية، إلى جانب الاعتداءات المتكررة على الأديرة والكنائس والمقابر المسيحية من قبل المستوطنين.

ربط بالمشهد الإقليمي

وأكد الوزراء أهمية تعزيز الجهود العربية والاتصالات مع الأطراف الدولية المؤثرة من أجل فرض إجراءات رادعة توقف الاعتداءات على المقدسات، ومواجهة الإرهاب الاستيطاني، ومحاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكاتها.

الحرب على غزة والضفة

وتأتي هذه الدعوات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تواصل إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بدعم أمريكي، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 63 ألفًا و746 فلسطينيًا وإصابة 161 ألفًا و245 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومجاعة أودت بحياة 370 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا.
وبالتوازي، قُتل في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ما لا يقل عن 1017 فلسطينيًا، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، بينما اعتُقل أكثر من 18 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية.