إسرائيل ترفض صفقة شاملة مع حماس وتتمسك بشروطها لإنهاء الحرب على غزة

أعلنت إسرائيل، رفضها إنهاء الحرب عبر صفقة شاملة مع حركة حماس، مؤكدة تمسكها بالاستمرار في العدوان على قطاع غزة ما لم تقبل الحركة بشروطها، وعلى رأسها السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع.
تصريحات متزامنة مع دعوة ترامب
جاء الموقف الإسرائيلي في سلسلة بيانات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعدد من وزرائه، بينهم وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ويأتي ذلك بعد ساعات من دعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حركة حماس إلى الإفراج “فورا” عن جميع الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء لديها، متوعدًا بأن “الأمور ستتغير بسرعة”.
موقف حماس
وجددت الحركة استعدادها لصفقة شاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، على أن يتضمن الاتفاق وقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال من غزة وفتح المعابر لبدء الإعمار.
لكن مكتب نتنياهو وصف عرض حماس بأنه “مناورة أخرى”، مشددًا على أن الحرب يمكن أن تنتهي “فورا” إذا قبلت الحركة شروط إسرائيل.
شروط إسرائيل لإنهاء الحرب
ووفق بيان مكتب نتنياهو، تشمل شروط إسرائيل:
- الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين.
- نزع سلاح حركة حماس وتجريد غزة من السلاح.
- فرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على القطاع.
- تشكيل حكومة مدنية بديلة.
تهديدات إسرائيلية متصاعدة
وزير الدفاع كاتس قال إن “حماس تواصل الخداع، لكنها ستضطر للاختيار بين قبول شروط إسرائيل أو تحول غزة إلى نسخة من رفح وبيت حانون”.
أما وزير المالية سموتريتش فأكد أن “الحد الأدنى لإنهاء الحرب هو إعادة المختطفين، ونزع السلاح، وإقامة منطقة أمنية، وضمان حرية العمل الإسرائيلي في غزة على المدى الطويل”.
وبنبرة أكثر تشددًا، قال بن غفير: “الرد الوحيد على حماس هو استسلام كامل مع تفكيك أسلحتها أو تدميرها بالكامل”.
معارضة داخلية
في المقابل، دعا زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الحكومة إلى العودة للمفاوضات فورًا، قائلاً: “الحكومة غير ملزمة بقبول شروط حماس، لكنها ملزمة بمحاولة إعادة المختطفين إلى ديارهم”.
ملف الأسرى
تقدّر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، في حين يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني، يعانون ظروفًا قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، أدت إلى وفاة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
خلفية المفاوضات
وفي 18 أغسطس/ آب الماضي، وافقت حماس على مقترح وسطاء لصفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، متطابق مع مقترح سابق للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كانت تل أبيب قد وافقت عليه، إلا أن إسرائيل لم ترد.
وبدلاً من ذلك، يدفع نتنياهو نحو خطة احتلال مدينة غزة بدعوى تحرير الأسرى وهزيمة حماس، وسط تشكيك مسؤولين سابقين وعسكريين في إمكانية تحقيق ذلك.
حصيلة العدوان
وبدعم أمريكي وغربي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حربًا مدمرة على قطاع غزة أسفرت حتى الأربعاء عن 63 ألفًا و746 شهيدًا و161 ألفًا و245 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، فيما تسببت المجاعة بمقتل 367 فلسطينيًا بينهم 131 طفلًا.