منظمات فلسطينية ترفض العقوبات الأميركية وتؤكد مواصلة ملاحقة إسرائيل أمام الجنائية الدولية

رفضت ثلاث منظمات حقوقية فلسطينية، اليوم الجمعة، قرار واشنطن فرض عقوبات عليها، مؤكدة أن هذه الخطوة لن تردعها عن متابعة جهودها لملاحقة إسرائيل على جرائم الحرب والإبادة في قطاع غزة.
خلفية القرار
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن أمس فرض عقوبات على مؤسسة الحق ومركز الميزان لحقوق الإنسان (مقرهما غزة)، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (مقره رام الله)، بدعوى مشاركتها المباشرة في جهود المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق مع إسرائيليين أو اعتقالهم أو محاكمتهم “دون موافقة إسرائيل”.
وتشمل العقوبات حظر تقديم أي أموال أو خدمات أو سلع لهذه المؤسسات.
رد المنظمات الفلسطينية
قال شعوان جبارين، مدير “مؤسسة الحق”، إن “القرار جاء بتحريض من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي يسعى لتجريم المؤسسات الحقوقية”، واصفا الخطوة بأنها “منطق عصابات” لا يليق بدولة تدّعي الديمقراطية.
وأكد أن منظمته ستواصل عملها أمام المحكمة الجنائية الدولية وأي منصة أخرى “لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين”.
من جانبه، وصف راجي الصوراني، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، العقوبات بأنها “مخزية”، مؤكدا أنها لن تثنيه عن أداء مهامه.
وأضاف أن ردهم سيكون الاستمرار في العمل “كالمعتاد”، مبيّنا أن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يجتمع بانتظام مع المنظمات الحقوقية التي قدّمت ملفات قانونية حول جرائم الحرب في غزة.
جهود قانونية مستمرة
كانت المنظمات الثلاث قد رفعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بفتح تحقيق في الغارات الإسرائيلية على المناطق المدنية بغزة والحصار المفروض على القطاع.
وبعد عام، أصدرت المحكمة مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
سياق أوسع
العقوبات الأميركية تأتي بعد سلسلة خطوات مماثلة، إذ سبق أن فرضت وزارة الخزانة الأميركية في فبراير/شباط 2025 عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، عقب مذكرة اعتقال نتنياهو.
وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي، حربها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي خلفت وفق وزارة الصحة الفلسطينية 64,300 شهيدًا و162,005 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود ومجاعة أودت بحياة 376 فلسطينيًا بينهم 134 طفلًا.