مقالات وآراء

وائل عباس يكتب: المخدرات والإدمان في مصر البطلمية والرومانية.. ظواهر جديدة وتبلور لشكل الإدمان

لو ها نتكلم عن تاريخ المخدرات في مصر القديمة، مش ها نقول إنها حاجة جديدة خالص، لأن الفراعنة كانوا عارفينها من زمن بعيد زي ما شرحنا في المقال السابق.

بس في العصور البطلمية (من 305 ق.م. لحد 30 ق.م.) والرومانية (من 30 ق.م. لحد حوالي 641 م.)، اللي هما آخر مراحل مصر القديمة، الاستخدام ده اتطور شوية بسبب التجارة اللي زادت مع الإغريق والرومان وشعوب أخرى زي بلاد الشام وفارس والهند، والثقافات الجديدة اللي دخلت.

اقرأ أيضًا: وائل عباس يكتب لموقع الحرية: المخدرات والإدمان في مصر القديمة

هقولكم في المقال ده، بالعامية المصرية إيه اللي حصل في الفترة دي، وإيه اللي استجد عن العصور القديمة زي الدولة القديمة أو الوسطى أو حتى الحديثة، مع أمثلة من الكتابات والنقوش والقصص اللي باقية. هحاول أكون أكاديمي شوية بس بالعامية السهلة، مدعوم بمصادر موثوقة، عشان نفهم التاريخ صح.


الاستخدامات قبل البطالمة

في العصور القديمة، قبل البطالمة، المخدرات كانت تستخدم أساساً للعلاج الطبي أو الطقوس الدينية، مش للمتعة أو الإدمان زي دلوقتي.

مثلاً، الأفيون (من نبات الخشخاش) كان معروف، وده مذكور في بردية إيبرز الطبية (حوالي 1550 ق.م.)، اللي بتوصف وصفات لعلاج الآلام والسعال والإسهال باستخدام حبوب الخشخاش مخلوطة مع العسل.

كمان، نبات اللوتس الأزرق كان يستخدم في الطقوس عشان يسبب هلاوس خفيفة ويخلي الإنسان يحس بالسكينة، زي اللي في قصة هوميروس في “الأوديسة”، لما أوديسيوس ورفاقه أكلوا اللوتس ونسوا رحلتهم.

بالنسبة للكانابيس أو الهيمب (الحشيش)، كان موجود أساساً للألياف عشان يعملوا حبال ومنسوجات، مش للتدخين أو الإدمان، بس فيه دليل على استخدامه طبياً في علاج الالتهابات، زي ما لقوا رسوم للنبات في معابد رمسيس الثاني، ووصفات في بردية إيبرز.

الإدمان مش مذكور كتير في النصوص القديمة، لأن الاستخدام كان محدود بالكهنة والأطباء، وكانوا يحذروا من الجرعات الكبيرة، زي ما في نصوص دينية تقول إن الإله تحوت علم البشر الأفيون، بس يخافوا من الإفراط، لكن الوضع ده ها يتغير بعد دخول الإغريق والرومان.


تأثيرات جديدة بسبب الغزو الثقافي الإغريقي

لما الإسكندر الأكبر غزا مصر سنة 332 ق.م.، وبعد كده البطالمة حكموا، التجارة زادت مع آسيا والهند، فالمخدرات زي الأفيون واللوتس أصبحت أكتر توافراً.

في الفترة دي، الاستخدام اتوسع ليشمل الطقوس الدينية المعقدة وأيضًا استخدم للترفيه شوية، مش بس الطب. أبرز مثال حديث: إناء بيس (إله الحماية والخصوبة البطلمي) من القرن التاني ق.م.، اللي لقوا فيه بقايا مشروب هالوسينوجيني مهلوس يحتوي على نباتات زي اللوتس الأزرق، نبات كيس الراعي السوري، والعسل، مخلوط مع خمور وبروتينات بشرية (زي اللعاب أو الدم). الإناء ده، اللي موجود في متحف تامبا بفلوريدا، كان يستخدم في طقوس خصوبة وولادة، عشان يسبب رؤى ويحمي النساء، وده دليل أول مرة على استخدام مخدرات نفسية في مصر البطلمية.

في الكتابات، بردية لندن الطبية (من الفترة البطلمية) بتذكر الأفيون كمخدر للآلام، مع تحذيرات من الإفراط اللي يسبب “عمى” أو جنون.

كمان، فيه قصص عن كليوباترا تقول إنها كانت تستخدم مخدرات زي الأفيون في حفلاتها أو حتى في انتحارها، زي ما اقترح باحثون إنها شربت كوكتيل من الأفيون والسموم عشان تموت بدون ألم.

الإدمان بدأ يظهر أكتر بين النخبة في الإسكندرية، خاصة مع اهتمام البطالمة بالسموم والأدوية، واللي أسسوا مدارس طبية متخصصة في السموم.


الرومان ومشكلة الإدمان

بعد هزيمة كليوباترا سنة 30 ق.م.، مصر بقت مقاطعة رومانية، والتجارة مع روما زادت، فالأفيون والكانابيس بقوا يتصدروا كسلع.

الطبيب غالينوس (اللي عاش في الإسكندرية في القرن التاني م.) كتب عن الأفيون كعلاج للنوم والآلام، بس بيباع في أقراص صغيرة في الأسواق، وكان يحذر من إدمانه. كمان، المؤرخ بليني الأكبر في “التاريخ الطبيعي” بيحذر من الخمر المخلوط بالأفيون، اللي يسبب “جنون وجرائم”.

في بردية أوكسي رينكوس (من الرومانية)، فيه نصوص عن استخدام اللوتس في الطقوس، وفي قصة من بيت شيميش (قرب مصر) سنة 390 م.، لقوا بقايا حشيش محروق على جسم امرأة متوفاة في الولادة، عشان يساعد في الاسترخاء.

الإدمان أصبح أوضح بين العمال والعبيد، بسبب الانتشار، والرومان عملوا قوانين ضد الإفراط. الرومان كانوا عارفين إن الإدمان، خاصة على الخمر والأفيون، ممكن يسبب مشاكل اجتماعية وجرائم. فحاولوا يضبطوا الوضع بقوانين، لكنها مكانتش زي قوانين النهاردة اللي بتحارب المخدرات بشكل مباشر.


التشريعات والقيود

الرومان كانوا بيحبوا الخمر أوي، بس لما الإفراط زاد وسبب مشاكل زي العنف، حاولوا يحطوا حدود. فكان فيه قوانين بتحد من بيع الخمر في الحانات (تابرنات) في أوقات معينة، خاصة في روما ومقاطعات زي مصر.

في الإسكندرية، مثلاً، السلطات كانت تمنع بيع الخمر المغشوش (اللي فيه أفيون أو أعشاب مخدرة) عشان يقللوا تأثيره على العامة

.

في بردية أوكسي رينكوس (من مصر الرومانية)، فيه نصوص بتتكلم عن غرامات على السكارى اللي يسببوا فوضى في الأسواق أو المنتديات. العقوبات كانت تتراوح بين الغرامة والسجن المؤقت، وأحياناً الجلد للعبيد أو العمال اللي يتسكروا ويعطلوا شغلهم في المناجم أو الحقول.


العلاج عند الرومان

الرومان كانوا بيؤمنوا إن العلاج أحياناً أحسن من العقوبة.

الطبيب غالينوس كتب عن طرق علاج الإدمان بالصيام والرياضة والأعشاب المهدئة بدل الأفيون. كان فيه نصايح طبية زي تقليل الخمر تدريجياً، وده يعتبر نوع من “إعادة التأهيل” البدائي.

الأفيون كان بيتباع في أقراص صغيرة (زي ما وصف غالينوس)، بس السلطات حطت قيود على بيعه في الأسواق الكبيرة زي الإسكندرية، عشان ميتحولش لاستخدام ترفيهي. فيه أدلة من نصوص إدارية رومانية إن الصيادلة (اللي كانوا بيبيعوا الأدوية) كانوا تحت المراقبة، وممنوع يبيعوا كميات كبيرة بدون وصفة طبيب.


الخاتمة

في الخاتمة، نقدر نقول إن المخدرات كانت جزء من مصر القديمة، لكن في مصر البطلمية والرومانية بقت أكتر خطورة بسبب التجارة والثقافات الجديدة. اللي استجد هو التحول للاستخدام الترفيهي والإدمان الواضح، زي في إناء بيس وقصص كليوباترا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى