المنصف المرزوقي: إسرائيل خسرت المعركة الأخلاقية والسياسية

في حوار خاص، أكد الرئيس التونسي الأسبق الدكتور المنصف المرزوقي أن إسرائيل خسرت بشكل نهائي المعركة السياسية والأخلاقية، مشددًا على أن “الشرف والشجاعة انسحبت من العالم العربي وبقيت مختزلة في غزة”.
وأضاف أن المقاومة في غزة نجحت في تدمير الرواية الإسرائيلية وإسقاط صورتها عالميًا، حتى باتت إسرائيل في نظر الرأي العام الغربي دولة منبوذة تشبه نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقًا.
انتقاد للموقف العربي الرسمي
انتقد المرزوقي بشدة ما وصفه بـ”تبلد الأنظمة العربية وخوفها من إسرائيل وأمريكا أكثر من خوفها من شعوبها”، معتبرًا أن هذا الصمت والجمود يمثل “وصمة عار” في تاريخ الأمة. وأكد أن “القضية لم تعد فقط قضية حصار غزة، بل تهديد وجودي للأمن القومي العربي”، داعيًا إلى مراجعة جذرية لسياسات التطبيع وقطع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، والاستعداد لحالة استنفار عام لمواجهة التهديدات الإسرائيلية التي تطال عدة دول عربية.
دعوة لتحرك شعبي
وشدد المرزوقي على أن الدور الأساسي اليوم يقع على عاتق الشعوب العربية، وخاصة الشعب المصري الذي يملك القدرة والجيش الأكبر في المنطقة، مؤكدًا أن “إذا خرجت مصر من معادلة التطبيع فإن المشروع الإسرائيلي سينهار”. ودعا الشعوب العربية إلى الانتفاض، معتبرًا أن “القوة الحقيقية تكمن في الشعوب، وهي بركان يجب أن ينفجر الآن لإنهاء حالة التجويع والقتل البطيء في غزة”.
تضامن دولي متصاعد
ولفت المرزوقي إلى أن ما يميز هذه النسخة من الأسطول هو مشاركة شخصيات عالمية مرموقة مثل الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ والممثلة الأمريكية سوزان سراندون إلى جانب ناشطين من السويد، هولندا، وأيرلندا. ورأى أن هذا التضامن يعكس تحولًا كبيرًا في الرأي العام العالمي، خاصة بين الأجيال الشابة في الغرب التي أصبحت تميل إلى القضية الفلسطينية على حساب الرواية الإسرائيلية التقليدية.
رسالة إلى العالم
وختم المرزوقي برسالة قوية: “اليوم نشهد إبادة جماعية على الهواء مباشرة، وهذا لم يحدث في التاريخ. إذا تعودنا على هذه المشاهد ولم نغضب، فسيتحول العالم كله إلى ساحة مسالخ مفتوحة. على الشعوب أن تتحرك الآن، وعلى الحكومات الغربية والعربية أن تدرك أن صمتها لن يحميها من حكم التاريخ ولا من غضب الشعوب.”