رئيس الوزراء العراقي: العراق يسعى لتحويل 40% من صادراته النفطية إلى مشتقات عالية القيمة بحلول 2030

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، السبت، إن بلاده تسعى لتحويل جزء كبير من صادراتها النفطية إلى مشتقات عالية القيمة بنسبة لا تقل عن 40 بالمئة من مجمل الإنتاج بحلول عام 2030، بدلاً من الاعتماد على تصدير الخام فقط.
جاء ذلك في كلمته الافتتاحية خلال منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، الذي يُعقد لأول مرة في العاصمة العراقية بمشاركة دولية واسعة من وزراء طاقة وقادة منظمات عالمية وشركات كبرى، في محطة بارزة لتعزيز الشراكات الاستثمارية طويلة الأمد في قطاع الطاقة.
احتياطي نفطي ضخم وخطط للتصدير
أكد السوداني أن العراق يمتلك احتياطيًا نفطيًا يقدَّر بنحو 150 مليار برميل، ما يمكنه من تزويد الأسواق العالمية بالنفط الخام لأكثر من 120 عامًا.
وأشار إلى أن بغداد تعمل على تنويع منافذ تصدير النفط الخام والمشتقات عبر عدة مشاريع استراتيجية، منها إعادة تفعيل خط التصدير العراقي ـ السوري، ومد أنبوب بصرة – حديثة بطول 685 كلم، إضافة إلى إدماج مشروع طريق التنمية كممر جديد لنقل الغاز والنفط من الخليج نحو تركيا وأوروبا.
تطوير المصافي وزيادة قدرات التكرير
قال رئيس الوزراء إن حكومته ركزت منذ بداية عملها على تهيئة بنية تحتية متطورة لإنتاج المشتقات النفطية، موضحًا أنه تم افتتاح مصفى كربلاء العملاق وتشغيل وحدات التكرير في باقي المصافي، مع إطلاق 6 فرص استثمارية في قطاع المصافي لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.
وأضاف أن العراق يطمح إلى رفع قدراته التكريرية بهدف التحول من مُصدّر تقليدي للنفط الخام إلى مُنتج لمشتقات وصناعات بتروكيماوية ذات قيمة مضافة.
التزام بخفض حرق الغاز ومواجهة التغير المناخي
تطرق السوداني إلى ملف الغاز، واصفًا إياه بأنه خيار استراتيجي اقتصادي يعزز أمن الطاقة. وأكد أن العراق تجاوز نسبة 70 بالمئة من إعادة استخدام الغاز المصاحب، مع التوجه لإنهاء الحرق التام خلال عامين، والاستفادة من إنتاج يقدَّر بنحو 1300 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا.
كما شدد على التزام بلاده باشتراطات مواجهة التغير المناخي، لافتًا إلى بدء خطوات تنفيذية في الطاقة الشمسية ومشاريع تدوير النفايات ضمن خطط التحول إلى الطاقة المتجددة.
منتدى بغداد للطاقة 2025
يستمر المنتدى على مدار يومين بتنظيم من مؤسسة غد لإدارة المخاطر بالتعاون مع وزارة النفط العراقية، ويشارك فيه وزراء الطاقة من مصر والأردن وقطر وليبيا وتركيا وإيران، إضافة إلى الأمين العام لمنظمة “أوبك” هيثم الغيص.
ويُعد المنتدى منصة لإبراز فرص الاستثمار في السوق العراقية، وتبادل الرؤى بشأن التحولات الرقمية والتكنولوجية في قطاع الطاقة، مع تبني مفاهيم الذكاء الاصطناعي والأتمتة في إدارة الموارد النفطية والغازية.