تقرير: صلاة الخسوف بين السنة النبوية والحدث الفلكي المنتظر في مصر

مع ترقّب المصريين مساء الأحد المقبل لحدوث خسوف كلي نادر للقمر، تتجه أنظار المسلمين أيضًا إلى الجانب الشرعي المرتبط بهذه الظاهرة، وهو صلاة الخسوف، التي أوصى بها النبي محمد ﷺ، لتذكير الناس بعظمة الله وخشيته عند ظهور مثل هذه الآيات الكونية.
سنة مؤكدة عن النبي ﷺ
يوضح علماء الأزهر الشريف أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة، تُقام عند حدوث الخسوف، وقد ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال:
“إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة.”
وأشاروا إلى أن هذه الصلاة ليست مرتبطة بوقت محدد، وإنما تقام وقت وقوع الخسوف فقط، وتنتهي بانقضائه.
كيفية أداء الصلاة
تؤدى صلاة الخسوف ركعتين، لكن كل ركعة تختلف عن الصلاة المعتادة، حيث يقرأ الإمام الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع ركوعًا طويلاً، وبعد الرفع يكمل القراءة بسورة طويلة أخرى ثم يركع مرة ثانية، ليكون في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان.
ويجهر الإمام بالقراءة إذا وقع الخسوف ليلاً، كما هو الحال في خسوف القمر، ويستحب أن تُصلى في جماعة بالمساجد، وإن صلاها المسلم منفردًا جاز له ذلك.
خطبة وتذكير
جرت سنة النبي ﷺ أن يخطب الناس بعد الصلاة، مذكّرًا إياهم بقدرة الله عز وجل، وداعيًا إلى التوبة والاستغفار والصدقة وفعل الخير، إذ تُعد الظواهر الفلكية الكبرى تذكرة للناس بأهمية الرجوع إلى الله.
الجانب الاجتماعي والروحي
يرى مختصون أن إقامة صلاة الخسوف في المساجد الكبرى بالمحافظات المصرية، مثل الجامع الأزهر ومسجد عمرو بن العاص ومساجد المدن الرئيسية، سيكون بمثابة مناسبة دينية واجتماعية تعزز الروابط الروحية بين الناس، وتجمع بين العلم والإيمان؛ إذ يشاهدون آية كونية عظيمة، ويؤدون عبادة جماعية في وقت واحد.
الخسوف في مصر الأحد المقبل
وسيحدث الخسوف الكلي مساء الأحد 7 سبتمبر 2025، ويستمر أكثر من خمس ساعات، حيث يصل ذروته في التاسعة و12 دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة. وأعلنت دار الإفتاء المصرية أن صلاة الخسوف سنة مؤكدة يُستحب للمسلمين أداؤها وقت وقوع الظاهرة، اقتداءً بالنبي ﷺ.