أسطول الصمود العالمي يصل إلى تونس تمهيدًا للإبحار نحو غزة
بدأت نحو 20 سفينة منضوية ضمن أسطول الصمود العالمي، والقادمة من إسبانيا، بالوصول تباعًا إلى السواحل التونسية، في إطار رحلتها الإنسانية الرامية إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 18 عامًا.
استقبال شعبي في سيدي بوسعيد
شهد ميناء سيدي بوسعيد بالعاصمة تونس توافد مئات المواطنين لاستقبال السفن المشاركة في الأسطول، وسط أجواء من التضامن الشعبي والشعارات المؤيدة للقضية الفلسطينية.
وأكد عضو الهيئة التسييرية لأسطول الصمود المغاربي وائل نوّار أن دخول السفن إلى المياه الإقليمية التونسية قد بدأ بالفعل، موضحًا أن وصولها جميعًا سيستغرق يومين كاملين.
المرحلة المقبلة من الرحلة
وأوضح نوّار أن الرحلة ستُستأنف يوم الأربعاء المقبل من تونس بعد انضمام سفن محلية، على أن يتواصل الأسطول في عرض البحر قرب إيطاليا حيث ستلتحق به سفن أخرى، قبل التوجه مباشرة نحو غزة.
وأكد أن الهدف من التحرك هو إيصال مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع الذين يعانون المجاعة والحصار.
مشاركة واسعة
ويشارك في الأسطول نحو 150 ناشطًا من جنسيات مختلفة، بينهم أتراك وتونسيون وأوروبيون، إلى جانب منظمات مدنية أبرزها اتحاد أسطول الحرية، حركة غزة العالمية، قافلة الصمود، ومنظمة “صمود نوسانتارا” الماليزية.
وكانت السفن الـ22 الأولى قد انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني نهاية أغسطس/آب، تبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوة الإيطالي.
خلفية إنسانية وأزمة متفاقمة
يأتي هذا التحرك في ظل تحذيرات أممية متزايدة من تفشي المجاعة في شمال قطاع غزة، حيث أعلن مؤشر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) في 22 أغسطس/آب الماضي دخول غزة رسميًا في مرحلة المجاعة، مع خطر تمددها إلى مناطق أخرى.
وتواصل إسرائيل منذ مارس/آذار فرض حصار مطبق على القطاع، عبر إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلا بكميات شحيحة، وسط اتهامات لها باستخدام المجاعة كسلاح حرب.
كما وثّقت منظمات حقوقية إطلاق قوات الاحتلال النار على المدنيين المنتظرين للمساعدات، ما أسفر عن آلاف الضحايا بين قتيل وجريح.
حصيلة مأساوية
وبدعم أمريكي، تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر حتى الآن عن 64 ألفًا و368 شهيدًا و162 ألفًا و367 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلًا عن مجاعة أودت بحياة 382 فلسطينيًا بينهم 135 طفلًا، بحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.
