إسرائيل تدرس مقترح ترامب لصفقة تبادل شاملة مع حماس وسط شكوك حول موافقة الحركة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن تل أبيب “تدرس بجدية” مقترحًا جديدًا تقدم به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لصفقة تبادل مع الفصائل الفلسطينية في غزة، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الداخلية ضد استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
تفاصيل المقترح الأميركي
وأشارت هيئة البث الرسمية وقناة (12) العبرية إلى أن مقترح ترامب يتضمن “تغييرات جوهرية مقارنة بالمقترحات السابقة”، أبرزها:
- إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الـ48 في اليوم الأول للصفقة، بمن فيهم القتلى، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من ذوي الأحكام العالية وآلاف المعتقلين.
- وقف عملية “مركبات جدعون 2” التي ينفذها الجيش الإسرائيلي لاحتلال مدينة غزة.
- فتح مسار تفاوضي مباشر بإدارة ترامب شخصيًا، يهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
ورغم أن مصادر إسرائيلية قالت إن المقترح “ينسجم مع مطالب إسرائيل لوقف الحرب”، نقلت القناة (12) تقديرات تشكك في قبول حركة حماس بهذا العرض، خاصة أن المقترح يطلب منها الاعتماد على وعود ترامب بإنهاء الحرب بعد إطلاق الأسرى.
موقف حماس والمفاوضات
كانت حركة حماس قد أعلنت مرارًا استعدادها لإبرام صفقة شاملة مع إسرائيل، تشمل إطلاق جميع الأسرى وإنهاء الحرب والانسحاب من غزة، لكنها رفضت المقترحات الجزئية التي قد تسمح – بحسب قولها – بالمماطلة الإسرائيلية.
وفي 18 أغسطس/آب الماضي، وافقت الحركة على مقترح للوسطاء (مصر وقطر) لتهدئة مدتها 60 يومًا تتضمن تبادلًا جزئيًا للأسرى، لكن إسرائيل لم ترد.
وبعد أيام، جددت حماس استعدادها للتوصل إلى صفقة شاملة، بالتزامن مع دعوة ترامب الحركة إلى الإفراج “الفوري” عن الأسرى الأحياء.
وتقدّر إسرائيل أن من بين الـ48 أسيرًا في غزة، هناك 20 فقط على قيد الحياة. في المقابل، يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني، بينهم مئات النساء والأطفال، وسط تقارير حقوقية عن التعذيب والإهمال الطبي والتجويع.
خلفية سياسية داخلية
يأتي النقاش حول مبادرة ترامب بينما تتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بعرقلة أي صفقة تبادل، مفضلًا استمرار الحرب للحفاظ على استقرار حكومته ومنع تفكك ائتلافه اليميني المتشدد.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، إطلاق عملية “عربات جدعون 2” للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، وهو ما أثار احتجاجات داخلية واسعة ومخاوف من تهديد حياة الأسرى.
سياق الحرب على غزة
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة أسفرت – بدعم أمريكي – عن مقتل 64,455 فلسطينيًا وإصابة 162,776 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومجاعة أودت بحياة 387 شخصًا بينهم 138 طفلًا، وفق آخر الإحصاءات الرسمية.