فلسطين

احتجاجات إسرائيلية واسعة ضد توسيع الحرب في غزة وسط تصاعد المخاوف على مصير الرهائن

مع اتساع الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، خرج آلاف الإسرائيليين في تل أبيب والقدس مساء السبت، للمطالبة بوقف الحرب وإعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تصاعد الغضب الشعبي

الاحتجاجات التي بدأت بشكل أسبوعي في تل أبيب تحولت إلى مظاهرات متصاعدة، وصلت إلى مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، حيث شارك أهالي الرهائن في اعتصام مفتوح.

وقالت فيكي كوهين، والدة الرهينة نمرود كوهين: “نمرّ بلحظات حرجة، قد يُحسم مصير أبنائنا الآن”، مطالبة الحكومة بوقف التصعيد.

في ميدان آخر، رفعت أورنا نيوترا، والدة الرهينة الراحل عمر نيوترا، الصوت محذرة من أن العمليات البرية تشكّل “خطرًا واضحًا ووشيكًا على حياة الرهائن”، مشيرة إلى حوادث سابقة قُتل خلالها رهائن أثناء اقتراب القوات الإسرائيلية من مواقع احتجازهم.

فيديو جديد من حماس

وجاءت المظاهرات بعد نشر حماس مقطعًا مصورًا لرهينتين – جاي جلبوع دلال وألون أوهيل – في غزة، وهو أول ظهور علني لأوهيل منذ أسره.

الفيديو زاد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، خصوصًا بعد تصريحات عسكرية داخلية تفيد بأن العمليات الجارية قد تعرض حياة الأسرى للخطر.

تصريحات أمريكية مثيرة للجدل

زاد التوتر عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال فيها إن بعض الرهائن العشرين الذين يُعتقد أنهم أحياء في غزة “قد يكونون ماتوا مؤخرًا”. تصريحات ترامب – التي تتوافق مع تقديرات إسرائيلية غير معلنة – عمّقت مخاوف العائلات، ودعتهم لمضاعفة الاحتجاجات.

كما أقرّ ترامب أن الاحتجاجات الجماهيرية في إسرائيل “وضعت الحكومة في موقف صعب”، لكنه جدّد دعمه لاستراتيجية نتنياهو التفاوضية، ملوّحًا بأن الوضع سيكون “كارثيًا” إن لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة.

خلافات حول الصفقة

في الشهر الماضي، قبلت حماس مقترحًا قطريًا-مصريًا يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثمانًا، لكن نتنياهو رفض العرض، متمسكًا بصفقة شاملة تلبي شروط إسرائيل القصوى، بينها نزع سلاح حماس.

ومع تجدد مباحثات غير مباشرة بين واشنطن وحماس – نفتها الأخيرة رسميًا – رفعت عائلات الرهائن لافتة في ساحة تل أبيب كتب عليها: “ترامب – أنقذ الرهائن الآن”، في محاولة للضغط على البيت الأبيض للتدخل الحاسم.

في الخلفية: حرب بلا أفق

يأتي كل ذلك بينما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مبانٍ شاهقة في غزة، وسط حرب دخلت يومها الـ700، خلّفت وفق وزارة الصحة في غزة أكثر من 64 ألف شهيد و162 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن آلاف المفقودين ومجاعة تفتك بالسكان.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى