تقارير عبرية تكشف أزمة داخلية في جيش الاحتلال تعيق احتلال غزة

كشفت وسائل إعلام عبرية، الأحد، عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه مصاعب متزايدة في عملياته العسكرية الهادفة إلى احتلال مدينة غزة، بسبب البطء في تهجير السكان الفلسطينيين من المدينة، إلى جانب إرهاق القوات وتراجع كفاءتها، إضافة إلى نقص في المعدات العسكرية الحيوية.
إرهاق الجنود وتراجع الكفاءة
صحيفة هآرتس العبرية نقلت عن ضباط في الجيش قولهم إن “هناك مشكلة حرجة تتعلق بكفاءات وجهوزية الوحدات النظامية”، حيث إن قسما من هذه الوحدات يشارك في الحرب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 دون توقف.
وأشار الضباط إلى أن الجنود يعانون من إرهاق شديد ومعنويات متدنية، مع تفاقم مشاكل في الطاعة العسكرية، وصعوبة الضباط في فرض أداء مهني على عناصرهم.
نقص المعدات وصعوبات لوجستية
بحسب التقرير، يعاني الجيش من نقص شديد في الجرافات والآليات الهندسية، إضافة إلى تراجع في عدد الدبابات وناقلات الجند الصالحة للاستخدام، بسبب قيود ألمانية على بيع الأسلحة وقطع الغيار لإسرائيل.
كما أظهرت تقارير داخلية – نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت – أن 30% إلى 40% من الجرافات العسكرية غير صالحة للعمل القتالي، في حين تبقى قطع غيار الدبابات وناقلات الجند المدرعة شحيحة.
تضليل في التقارير العسكرية
أفادت هآرتس أن العديد من قادة الألوية والكتائب يميلون إلى تقديم تقارير متوافقة مع ما تريد القيادة العليا سماعه، بدلاً من نقل الواقع الميداني كما هو، خشية الإضرار بفرص ترقيتهم.
وأوضحت أن الضباط في المستويات الدنيا يخشون أن تُعتبر انتقاداتهم مجرد “ضغط داخلي أو صدمة ما بعد القتال”، ما يؤدي إلى تغييب الصورة الحقيقية عن هيئة الأركان.
معضلة النزوح البطيء
التقرير أشار إلى أن الجيش قلق من النزوح البطيء لسكان غزة، حيث لم يغادر سوى أقل من 10% من سكان المدينة، البالغ عددهم نحو مليون نسمة.
ويرى ضباط الاحتلال أن بطء مغادرة السكان، إلى جانب التعقيدات اللوجستية للتوغل العسكري، يعرقل تنفيذ الخطط الموضوعة، على خلاف ما حاول بنيامين نتنياهو تصويره أمام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن “الانتصار في متناول اليد”.
مخاوف بشأن الأسرى الإسرائيليين
وبحسب مصادر في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فإن العملية العسكرية الجارية لا تضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، محذرين من أن غياب اتفاق مع حركة حماس قد يؤدي إلى استهداف الأسرى بشكل بطيء بدلًا من تحريرهم.
إبادة جماعية مستمرة
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي أوروبي، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، عبر القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال، في تحدٍ للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن 227 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن انتشار المجاعة ودمار شامل أزال معظم مدن ومناطق القطاع من على الخريطة.