مقالات وآراء

مي عزام تكتب: سياسة حافة الهاوية وطبول الحرب

ما يحدث الآن من تصريحات إسرائيلية حول فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني والدفع بأهل غزة خارجها وإحراج مصر هو تنفيذ لسياسة حافة الهاوية والوصول بالأمر للترهيب من حرب قادمة على الأبواب…

ويظن البعض أن تحريك قوات دليل على الاستعداد للحرب والتأهب لخوض معركة قادمة، ولكنها خطوة تواكب سياسة حافة الهاوية وتتسق معها وتنسجم مع خطواتها.

والسؤال: هل مصر وإسرائيل ومن خلفها أمريكا مستعدون لمثل هذه الحرب؟

الحرب ليست مجرد قرار يتخذ في لحظة، لكنها خطة يتم الإعداد لها لفترة طويلة، ووضع سيناريوهات عدة قبل خوضها.

يجب أن تكون الدولة مستعدة للحياة وفق متطلبات اقتصاد الحرب، ويجب أن يكون لدى جيشها توريد منتظم وكافٍ للذخائر وكافة أنواع الأسلحة التي ستخسرها أثناء الحرب. ويجب أن تكون الجبهة الداخلية متماسكة، وتكون الأجهزة الأمنية والاستخباراتية يقظة للطابور الخامس والخلايا النائمة وأي سخط شعبي يمكن أن يتم تأجيجه أثناء الحرب، وما حدث في إيران ليس بعيدًا.

هل إسرائيل مستعدة لشن المزيد من الحروب في المنطقة، وخاصة مع دولة بينها معاهدة سلام منذ عقود، والإخلال بها يعرض التطبيع مع السعودية للخطر؟

لا.
ليست مستعدة، فمصر ليست ليبيا أو سوريا أو العراق أو اليمن أو السودان. والحمد لله الذي نجا مصر من الحروب الأهلية والصراع المسلح بفضل طبيعة أهلها وثقافة سكانها.

وأمريكا لو صمتت على اعتداء إسرائيل على مصر ستفقد آخر ورقة توت تستر بها عوراتها، ولا يُستبعد أن تفقد بالتبعية مكانتها في المنطقة، وسيكون هناك سيناريو سريع لإحلال قوى أخرى صاعدة محلها. كما أن الاقتصاد الإسرائيلي منهك، والجبهة الداخلية نسب معارضتها للحرب في تزايد.

هل مصر مستعدة لخوض حرب؟
لا، بسبب ما سبق وذكرته في البداية عن استعداد الدول للحروب.

إذن ماذا يحدث؟
ما يحدث أن هناك سيناريو آخر معد كبديل للحرب الكاذبة التي يقرعون طبولها، وحتى يتم قبوله وتمريره لا بد من تهيئة المسرح، وكل لاعب وممثل في العرض يحرص على أداء دوره بإتقان وحرفية حتى يقنع الشعوب المتفرجة.

ولكن:

يمكرون والله خير الماكرين.

اللهم احفظ مصر من كل شر،
واجعل لأهل فلسطين مخرجًا،
وثبت المقاومة لتظل خنجرًا في خصر دولة الاحتلال وداعميها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى